أثر برس

إيران تهدّء والسعودية تصعّد

by Athr Press R

يتواصل مسلسل التصريحات التصعيدية السعودية تجاه إيران، حيث يرى المسؤولون السعوديون إيران بأنها بصورة المستعدة والمتأهبة التي تنتظر الفرصة للقيام بشن هجوم ينتهي بالسيطرة على المملكة وهو الأمر الذي تنفيه طهران جملاً وتفصيلاً.

حيث تحدث ولي العهد السعودي محمد بن سلمان، في مقابلة مع قناة “سي بي إس” الأمريكية بثت وسائل إعلام سعودية مقتطفات منها يوم الخميس الفائت: “إن السعودية ستطوّر قنبلة نووية في أسرع وقت ممكن إذا أقدمت إيران على خطوة من هذا القبيل”.

وقال “ابن سلمان”: “إن السعودية لا ترغب في امتلاك أي قنبلة نووية، ولكنها دون أدنى شك، ستطور قنبلة نووية في أسرع وقت ممكن، إذا طورت إيران قنبلة نووية”.

وشبه ابن سلمان، بعض المسؤولين الإيرانيين، بأنهم كـ”هتلر”، في تصعيد جديد للتصريحات بين البلدين بعد أن انخفضت حدتها بعد حادثة الحج التي قضى فيها حجاج نتيجة سوء التنظيم في منطقة “منى” والذين كان العدد الأكبر منهم من الجنسية الإيرانية، في حادثة أحاطها الكثير من الغموض.

وأضاف ابن سلمان: “أن دول العالم لم تدرك مدى خطورة هتلر حتى حدث ما حدث.. لا أريد أن أرى الأحداث نفسها في الشرق الأوسط”.

وقام ابن سلمان في المقابلة بالعمل على مفاضلة بين بلده وإيران على عدة مستويات منها العسكرية والإقتصادية، خاتماً حديثه بأن إيران لن تكون مساوية للمملكة.

في حين يرى مراقبون التصريحات السعودية  مثيرة للجدل كونهم يروا بأن السياسات الإيرانية الحالية ليست عدائية باتجاه المملكة بالقدر الذي يصفها بها ابن سلمان واصفين تصريحات المسؤولين الإيرانيين بأنها تستهدف أمريكا والكيان الإسرائيلي.

ووصف بعض النشطاء على مواقع التواصل الإجتماعي “فيسبوك” ما يجري بطريقة من السخرية واصفين السعودية بأنها تبحث عن أعداء لها في المنطقة فلم تجد سوى إيران، وتحدث نشطاء آخرون بأن الخلاف السعودي مع إيران هو خلاف عقائدي بين البلدين.

إلا أنه من الملفت أن تصريحات ابن سلمان جاءت بعد يوم واحد من تصريح وزير الخارجية الإيراني محمد جواد ظريف والذي قال: “إن بلاده ستكون أول دولة تقف إلى جانب السعودية في حال تعرضها لأي عدوان خارجي”.

وأكد ظريف، في تصريحات خلال زيارته إلى باكستان، “أنه لا يوجد أي سبب للعداء بين الرياض وطهران”، وذلك وفقاً لوكالة “مهر” الإيرانية.

وأوضح ظريف، “أن السعوديين يريدون إقناع العالم أنهم يتعرضون للتهديد من قبل إيران، ويعتقدون أن هذا الأمر يصب في صالحهم”.

تأتي تلك التصريحات في الوقت الذي يواصل فيه ابن سلمان توثيق العلاقات السعودية مع الدول الأوربية والولايات المتحدة الأمريكية والكيان الإسرائيلي في محاولة لإظهار المملكة في صورة أكثر انفتاحاً تخرجها عن إطارها الديني المعهود، في ظل حديث عن تعاون عسكري سعودي مع “إسرائيل” لم يظهر إلى العلن بعد.

فهل تأتي التصريحات الإيرانية كرسالة ودية ترسلها إيران مجدداً إلى السعودية تحسباً لأي تصعيد من قبل السعودية ضد إيران في ظل حالة التقارب السعودي الأخير مع الكيان الإسرائيلي والحديث عن تعاون عسكري بينهما ؟

أم أنها محاولات من إيران لفض هذا النزاع في المنطقة وخصوصاً أنه بين بلدين كبيرين إسلاميين تقول إيران بأنه لا يخدم سوى الولايات المتحدة وإسرائيل؟

اقرأ أيضاً