في الوقت الذي يؤكد فيه مسؤولون عسكريون روس أن الضربات الأخيرة في العمق الأوكراني، أوقفت تقدم قوات كييف، بعد أن استعادت منذ مدة العديد من المناطق التي سيطرت روسيا عليها، يرى محللون عسكريون أن الطائرات المسيّرة لعبت دوراً مهماً في إحداث الفارق، إذ اتجهت الأنظار إلى المسيّرات التي تنتجها إيران وسط تقارير عن تزويد طهران موسكو بها.
وفي هذا الصدد، نشرت صحيفة “الغارديان” البريطانية تقريراً بعنوان “كاميكازي تمطر كييف”، في إشارة إلى نوع الطائرة دون طيار التي يقال إن موسكو استعانت بها لتجنب استنفاد ترسانتها من الأسلحة الموجهة بدقة وخاصة صواريخ كروز.
وقالت الصحيفة إنه “تم استهداف كييف يوم الإثنين، بحوالي 28 طائرة “كاميكازي” تم إطلاقها على أهداف حول محطة السكك الحديدية المركزية في المدينة وأماكن أخرى في العاصمة الأوكرانية”.
وأشارت الصحيفة البريطانية إلى أن هذه الضربات على كييف هي الثانية من نوعها خلال أسبوعين متتاليين.
من جهتها، عدّت صحيفة “وول ستريت جورنال” الأمريكية أن الهجمات الروسية على كييف “تعمدت استهداف البنية التحتية في أوكرانيا، خاصة منشآت الطاقة ومواقع استراتيجية أخرى، مع اقتراب فصل الشتاء”.
وقالت إن “الضربات الأخيرة تسلط الضوء على التهديد الذي تشكله الطائرات دون طيار إيرانية الصنع، التي نشرتها موسكو على نطاق أوسع في ساحة المعركة مع خسارة قواتها أراض أمام القوات الأوكرانية”.
وتناولت صحيفة “التايمز” البريطانية هذا الموضوع ، مشيرة إلى أن طائرة “كاميكازي” التي تعرف في إيران باسم “شاهد 136”، ظهرت للمرة الأولى في الحرب الروسية الأوكرانية حول خاركيف الشهر الماضي”.
وأوضحت الصحيفة البريطانية أن “كاميكازي تمنح القوات الروسية أربع مزايا، فهي صغيرة ويصعب رؤيتها على الرادار، ويمكن إطلاقها من مسافة بعيدة، وتحلق على ارتفاع منخفض، وبالتالي يصعب اكتشافها، ومع رأس حربي متفجر يبلغ وزنه حوالي 40 كيلوجراما، فإنها توجه ضربة كبيرة”.
ورأت الصحيفة أن “ما تحتاجه أوكرانيا هو أنظمة أكثر تقدما تم تطويرها للتصدي للاستخدام المتزايد للطائرات المسلحة دون طيار في ساحة المعركة وكذلك للتهديدات الجوية الأوسع التي تشكلها الطائرات المقاتلة والقاذفات وصواريخ كروز”.
وقالت الصحيفة إن “أنظمة الصواريخ الأمريكية الجديدة “ناسامز” التي وعدت واشنطن بإرسالها إلى كييف في غضون أيام، قادرة على لعب دور مهم في حماية المدن الأوكرانية من طائرات الكاميكازي”.
وطرحت الصحيفة تساؤلاً بشأن “ما إذا كانت إسرائيل ستساعد رسمياً في إمداد أوكرانيا بأسلحة مضادة للطائرات دون طيار”، متابعةً: “لقد قادت إسرائيل الطريق في تصميم أنظمة خاصة لهذا التهديد ونشرتها على طول حدودها مع غزة ولبنان وسوريا”.
وكان المتحدث الرئاسي الأوكراني “أندريه يرماك” قال : “نحن بحاجة إلى مزيد من أنظمة الدفاع الجوي وفي أسرع وقت ممكن”.
وفي السياق، قالت صحيفة “فايننشال تايمز” البريطانية: “أعربت الدول الأعضاء في الاتحاد الأوروبي عن دعمها لفرض عقوبات جديدة على طهران إذا ثبت دعمها العسكري للحرب الروسية في أوكرانيا في أعقاب الهجمات على كييف باستخدام طائرات مسيرة إيرانية الصنع”.
ونقلت وكالة “رويترز” عن الرئاسة الفرنسية قولها في هذا الصدد: إنّ” عقوبات الاتحاد الأوروبي الجديدة ضد إيران لدعمها روسيا سيتم إقرارها هذا الأسبوع”.
من جهته، قال المتحدث باسم الخارجية الإيرانية ناصر كنعاني، إنّ “الادعاءات بشأن إرسال إيران أسلحة لاستخدامها في أوكرانيا لا أساس لها، وتستند إلى معلومات مغرضة”، بحسب مانقله موقع “الميادين نت”.
وأشار كنعاني رداً على تقرير لوكالة “رويترز”، إلى أنّ “هذه الادعاءات هي جزء من التحريض الموجّه ضد الجمهورية الإسلامية”، مؤكداً استعداد طهران للحوار مع أوكرانيا لدحض هذه الاتهامات.
كما أوضح كنعاني أنّه “منذ بداية النزاع في أوكرانيا، أكّدت إيران معارضتها للحرب، وضرورة حل الخلافات بالطرق السلمية”، مشدداً في الوقت نفسه على “استقلال جميع الدول ووحدتها وسيادتها، بما فيها أوكرانيا، بحسب ميثاق الأمم المتحدة والقوانين الدولية”.
وتابع كنعاني: “الادعاءات هي جزء من التحريض السياسي والموجّه لوسائل إعلام بعض الدول ضد إيران”.
يشار إلى أن صحيفة “بوليتيكو” الأمريكية، أكدت أن “الطائرات الإيرانية بدون طيار بدأت الظهور للمرة الأولى في سماء أوكرانيا في شهر أيلول الماضي، وحلَّقت انطلاقاً من شبه جزيرة القرم”.
أثر برس