في الوقت الذي يتم الحديث فيه أن الدولة السورية أبلغت حركة حماس بأنها مدعوة للقاء الذي سيجمع الرئيس بشار الأسد مع ممثلي الفصائل الفلسطينية في دمشق، نشرت مجلة “إيكونوميست” البريطانية تقريراً يشير إلى أن “حماس” تخوض جدالاً داخلياً مُرّاً بشأن العلاقة مع سوريا.
وجاء في تقرير المجلة: “إن هناك فصيلاً يريد أن يعود إلى سوريا من جديد، لإعادة بناء قاعدة الحركة الخارجية مرة أخرى في العاصمة دمشق، أما الفصيل الثاني، يريد الابتعاد”.
وأوضح التقرير أن “فكرة إعادة فتح العلاقات من جديد أثار الجدل والغضب داخل الحركة، إذ دعم مسؤولان كبيران في الحركة، وهما يحيى السنوار قائد الحركة في غزة ورئيس المكتب السياسي إسماعيل هنية، الزيارة المتوقعة لقادة الحركة إلى دمشق، غير أن مسؤول المكتب السياسي السابق خالد مشعل، ضد هذا التحرك”.
وأضافت المجلة أن “نقاشات الحركة عادة ما تتم سراً لكنها خرجت للعلن، ففي 16 أيلول الماضي استخدمَ نواف التكروري، أحد مؤسسي “حماس”، منصات التواصل الاجتماعي، وهاجم التحرك باتجاه سوريا”.
وبيّنت المجلة أن وضع “حماس” مهتز، إذ ما تزال تحاول داخل الأراضي الفلسطينية تأكيد تفوقها على حركة “فتح” التي تدير الضفة الغربية التي يحتلها العدو الإسرائيلي من عاصمتها الإدارية في رام الله، القريبة من القدس”، مشيرةً إلى أنه “منذ فوز حماس في الانتخابات عام 2007، عزلت أكثر داخل منطقتها عبر الحصار الذي فرضته مصر وإسرائيل؛ لذا أصبح من الضروري أن يكون لـ “حماس” مقرات في الخارج، غير أن قلة من الدول العربية مستعدة لاستقبال قادتها ومكاتبها”.
وسبق أن كشفت صحيفة “الأخبار” اللبنانية، أن الرئيس بشار الأسد سيلتقي لقاءً خاصاً ممثلي “حماس”، بالإضافة إلى اللقاء مع ممثلي الفصائل الفلسطينية ككل، موضحة أن هذا اللقاء سيناقش الإشكاليات التي اعترضت العلاقة سابقاً، وطُرق تسويتها عملاً بمسار إنهاء القطيعة بين الطرفَين، كما سيتناول إمكانية إقامة مكتب تمثيل للحركة في العاصمة السورية في المدة المقبلة.
وبحسب الصحيفة اللبنانية، فإنه من المتوقّع أن تَدْفع هذه الزيارة قُدُماً بخطوات “إعادة المياه إلى مجاريها”، بدعم من أطراف محور المقاومة لذلك المسار دعماً كاملاً، ورعاية إيرانية لصيقة، وإشراف مباشر من أمين عام “حزب الله”، السيد حسن نصر الله.
وفي 10 تشرين الأول الجاري، أفادت صحيفة “الوطن” السورية بأن الدولة السورية ستسقبل في الأيام القليلة القادمة وفداً يضم فصائل المقاومة الفلسطينية، بينهم ممثلون عن حركة “حماس”، مشيرة إلى وفد الحركة سيكون حصراً من الجناح المقاوم وليس الجناح الإخواني، ونقلت عن أمين عام جبهة النضال الشعبي خالد عبد المجيد، تأكيده أن “الأسبوع الماضي اجتمعت الفصائل في بيروت وأبلغونا بأن رئيس وفد حماس الذي سيزور سوريا هو مسؤول العلاقات العربية في الحركة خليل الحية”.
وفي الخامس عشر من أيلول الماضي أعلنت “حماس” رسمياً عن قرارها باستئناف علاقاتها مع دمشق، مؤكدةً مضيّها في بناء وتطوير علاقات راسخة مع سوريا بعد 10 سنوات من الخلاف وتوتر العلاقات بين الجانبين، ببيان أصدرته وُصف حينها بأنه “اعتذاري”.
أثر برس