على الرغم من حديثها المستمر عن الحياد والموضوعية وهامش الحرية الواسع التي يتمتع به موظفوها، أوقفت قناة “الجزيرة” القطرية اثنين من صحفييها عن العمل على خلفية إنتاج مقطع مصور عن محرقة اليهود قالت إنه “خالف المعايير والضوابط التحريرية” لشبكة الجزيرة الإعلامية.
جاء في بيان نشرته شبكة الجزيرة أن خدمتها الرقمية (إيه جي بلس) “اتّخذت إجراءات إدارية تأديبية بحق صحفيين وحذفت الفيديو المذكور والمنشورات المرافقة له من كل حساباتها على مواقع التواصل الاجتماعي، فور ملاحظة أن محتواه يتعارض مع معايير القناة المهنية”، ويتعلق الأمر بمقطع مصور بشأن محرقة اليهود (الهولوكوست) قالت القناة إنه يتعارض مع ضوابطها التحريرية.
قال الدكتور ياسر بشر، المدير التنفيذي للقطاع الرقمي بالشبكة: إن “المقطع المصور تضمن إساءة واضحة وإن الشبكة تتبرأ منه ولا تقبل بنشر مثل هذا المحتوى على منصاتها وقنواتها الرقمية”، وأعلن في رسالة داخلية عن “برنامج تدريبي إلزامي يعزز الوعي بحساسية بعض القضايا لدى منتجي المحتوى الرقمي للشبكة”، بحسب بيان الشبكة.
ويأتي ذلك على الرغم من عشرات مقاطع الفيديو التي تسيئ فيها الـ”إيه جي بلس” إلى كل من يخالف سياسة أمير قطر سواءً في السعودية أو مصر أو غيرها من البلدان، دون أن يتم اتخاذ أي اجراءات بحقهم، في حين تحدث ناشطون بأن اتصالاً من الكيان الإسرائيلي إلى قطر أجبر الأخيرة على حذف التقرير وطرد الموظفين.
ويشير الفيديو الذي نشرته (ايه جي بلس) التابعة لشبكة الجزيرة القطرية إلى أن “رواية” قتل النازيين لستة ملايين يهودي “تبنّتها الحركة الصهيونية”، وقتل النازيون في الحرب العالمية الثانية وبشكل ممنهج ستة ملايين يهودي، وفي الفيديو الذي تم بثّه لأول مرة في 18 مايو، أرفقت مشاهد اضطهاد اليهود الأوروبيين إبان الحكم النازي وصور القتلى بتساؤل عن سبب تسليط الضوء عليهم دون سواهم.
ويشير الفيديو إلى أن الاضطهاد الممنهج لم يقتصر على اليهود، لكن بسبب امتلاكهم “موارد مالية” وقدرتهم على الوصول إلى “مؤسسات إعلامية” تمكّنوا من “تسليط الضوء” على معاناتهم في الوقت الذي يعاني فيه نصف سكان العالم دون أن يسمع صوتهم أحد.