شغلت زيارة ولي العهد السعودي محمد بن سلمان إلى واشنطن الرأي العام الخليجي والعالمي، كونها الزيارة الأولى لابن سلمان وتأتي بعد تطورات عديدة في الشرق الأوسط، سواء كانت في سوريا أوحرب اليمن التي أنفقت فيها السعودية ما أنفقت دون تحقيق أهدافها، إضافة إلى تطورات ملف الاتفاق النووي والحلم السعودي المتعلق بالطاقة النووية.
حيث جاء في صحيفة “العرب” القطرية:
“من المتوقع أن يؤدي التخبّط الذي تعيشه الإدارة الأميركية إلى تدهور الأوضاع في المنطقة، فملفات الشرق الأوسط تحتاج إلى إعادة تقييم شاملة، وإلى استراتيجية أميركية تأخذ بعين الاعتبار أنه لا يمكن للولايات المتحدة أن تحفظ مصالحها، وتستعيد مصداقيتها، وتفعّل دورها، ما لم تتفق مع تركيا بخصوص الوضع في سوريا والعراق، وتجد خياراً مناسباً للتعامل مع مرحلة ما بعد الانسحاب المحتمل من الاتفاق النووي، وتضغط على السعودية والإمارات لحل الأزمة الخليجية، ولتحقيق تقدم على المستوى السياسي في اليمن”.
أما صحيفة “الرياض” السعودية، فأكدت أن هذه الزيارة نتيجة توتر بعض المواقف المشتركة بين الطرفين وتهدف إلى حلحلة هذه المشاكل، حيث ورد فيها:
“الملفات الساخنة في الإقليم سيكون لها نصيب وافر من البحث والنقاش خاصة في سوريا واليمن، لاسيما وأن البلدين لهما وجهة نظر مشتركة حيالهما والوصول إلى حلول تؤدي إلى حلحلة المواقف فيهما، الموضوع الأكثر أهمية هو إيران وسياساتها، كما أن الملف النووي الإيراني سيأخذ نصيباً وافراً من المناقشة، القمة السعودية – الأميركية اليوم غاية في الأهمية في ظل الظرف الإقليمي والدولي، وعطفاً على العلاقات المتينة بين الرياض وواشنطن فإننا نتوقع أن ينتج عنها ما يخدم المصالح المشتركة”.
وقال البروفيسور في قسم الشرق المعاصر غريغوري كوساتش لصحيفة “نيزافيستيا غازيتا” الروسية:
“يؤكد مجتمع الخبراء القطري أن زيارة الأمير إلى الولايات المتحدة محاولة من المملكة السعودية لاستعادة سمعتها، وقرار ترامب في القدس محرج للمملكة السعودية، ولكن ليس هناك الكثير من التركيز عليه، وهو أمر مزعج للمملكة وكون موقفي المملكة السعودية والولايات المتحدة يكادان يتطابقان حول إيران، فعلى الأرجح ستتراجع قضية القدس، ويجري التركيز على التفاهم المتبادل حول ايران ، وأعتقد أن القضية الإيرانية ستثير المسألة السورية”.