تداولت عدة وسائل إعلام عربية وأجنبية أنباء تتحدث عن اختفاء ولي العهد السعودي وعدم ظهوره منذ حادثة إطلاق النار الغامضة في محيط القصر الملكي بمدينة الخزامى في العاصمة الرياض بتاريخ 21 نيسان الماضي، فضلاً عن الحديث عن مقتله في هذه الحادثة.
حيث نشرت صحيفة “الأوبزرفر” البريطانية، اليوم الأحد، مقالاً تساءلت فيه عن سبب الهدوء المريب لمحمد بن سلمان واختفائه، قائلة: ” ابن سلمان لم يُشاهد منذ لقائه مع العائلة المالكة الإسبانية في 12 نيسان، وفي 21 نيسان سُمع إطلاق نار كثيف بالقرب من القصر الملكي في الرياض”، مضيفة: “على الرغم من أن وكالة الأنباء السعودية الرسمية زعمت أن الحادثة كانت عبارة عن قوة أمنية تسقط لعبة بدون طيار كانت قريبة جداً من القصر الملكي، إلا أن البعض تساءل عما إذا كان إطلاق النار هو في الحقيقة انقلاب قادته العائلة المالكة السعودية التي تحاول الإطاحة بالملك سلمان”.
من جهتها صحيفة “كيهان” الإيرانية، تحدثت في أحد مقالاتها منذ أيام، عن وجود “معلومات مسربة تؤكد مقتل محمد بن سلمان الذي اختفى عن وسائل الإعلام” واصفة الأمر بأنه “غير اعتيادي” وذلك لأن ابن سلمان “معروفاً بحضوره المستمر على الشاشات أما الآن هو مختفي لما يقارب الـ 27 يوماً، أيعتبر هذا أمراً عادياً ومن محض الصدفة؟” حسب قولها، فضلاً عن “نشاطاته التي اختفت منذ حادثة الخزامى”.
أيضاً، رواد وناشطون على مواقع التواصل الاجتماعي، تدولوا الخبر وتساءلوا عن مصير ابن سلمان وسبب اختفائه، البعض يقول بأنه قُتل برصاصتين في أحداث قصر الخزامي، والبعض الآخر يقول بأنه جريح وحالته غير مستقرة، إذاً ابن سلمان مجهول الأثر والمصير!.
بدورها وسائل إعلام سعودية تحاول تكذيب هذه الأنباء والأوقايل، حيث قامت بنشر صورة ثابتة قبل أيام، لولي العهد خلال اجتماع لمجلس الوزراء في جدة، الأمر الذي اعتبره المغرد السعودي المعروف باسم “مجتهد” بأنه فاشل حيث قال في تغريدة له: “الصورة المنشورة فشلت في دحض الأخبار التي تتزايد عن إصابة ولي العهد محمد بن سلمان”.
وأضاف مجتهد في تغريدة ثانية: “مصادر عليا في إدارة الرئيس الأمريكي دونالد ترامب تتحدث عن إصابة بن سلمان في حادث حي الخزامى ومصادر سعودية تؤكد نقله بطائرة إخلاء بعد الحادث”.
من جهة ثانية، واللافت في الأمر أن ولي العهد السابق محمد ابن نايف ظهر علناً مفاجئاً الجميع، حيث من المعروف أن ابن نايف محتجزاً بمحل إقامته في القصر ولا يُسمح له بالتواصل مع العالم الخارجي، لكن في الأيام الأخيرة عاود الظهور مجدداً ونشر تغريدة على حسابه في تويتر أدان فيها وبشدة سياسة ابن سلمان، متهماً إياه بأن تصرفاته ستؤدي إلى انهيار حكم آل سعود، الأمر الذي اعتبره المحللون بأنه غريب وغير عادي، قائلين: “إن ابن سلمان معروف بسلوكه العنيف مع خصومه لذلك لا يمكن تلقي تصريحات وانتقادات ابن نايف اللاذعة إلا على أنها خروج وسقوط ابن سلمان عن دائرة السلطة في السعودية”، هذا وكان من اللافت أيضاً للمراقبين غياب ابن سلمان عن استقبال وزير الخارجية الأميركي مايك بومبيو في زيارته الأخيرة إلى الرياض.
إذاً وسط كل هذه التوقعات والتحليلات والأنباء، يبقى السؤال مطروحاً، أين ابن سلمان؟ هل قتل أو ما هو سبب اختفائه؟!