خاص || أثر سبورت
أقرّ اتحاد كرة القدم إلغاء العقوبات عن لاعبي الفتوة وتشرين قبل مباراتهما الفاصلة لتحديد المتأهل إلى بطولة كأس الاتحاد الآسيوي.
قرار إلغاء العقوبات الذي أقره الاتحاد اعتُبر تدخلاً بعمل لجنة الانضباط والأخلاق وتجاوزاً من لجنة المسابقات لصلاحياتها والتدخل بعمل غيرها الأمر، الذي جعل قرار الاتحاد موضع شك وتخوف كثير من تجاوزات قد تحدث في المستقبل بسبب هذا القرار.
رئيس لجنة الانضباط والأخلاق الدكتور فراس المصطفى أوضح لـ”أثر” كل التفاصيل المتعلقة بقرار الاتحاد وهل أخطأ في قراره أم أصاب، فقال: “المباراة الفاصلة مباراة أوجدها اتحاد الكرة وحددها بالوقت الذي رآه مناسباً وليست في الروزنامة واستحداثها لا يلغي رسميتها”.
وأضاف: “وربما من فهم النص في المادة 3/32 أنها حددت فقط مسابقة الدوري والكأس وهذا جعله يقترح هذا الاقتراح، تنص المادة على الآتي:
تُفصل البطاقات الصفراء والحمراء بين الفئات العمرية المختلفة أي أن اللاعب يحمل البطاقات الصفراء والحمراء بنفس الفئة فقط إلا في العقوبات الانضباطية الزمنية، إذ يُعاقب اللاعب عن المشاركة بكل الفئات والمسابقات الرسمية وما يتخللها من المسابقات غير الرسمية طيلة مدة العقوبة.
أما فيما يتعلق ببطولة الدوري والكأس وأي بطولة رسمية فإن اللاعبين والكوادر يحملون معهم فقط (البطاقات الصفراء) التراكمية أما (البطاقات الحمراء) والعقوبات الانضباطية فإنها تُطبق على جميع المباريات الرسمية سواء كانت ببطولة الدوري أم بالكأس أم بأي بطولة رسمية وبالعكس، وفي حال خروج فريقه من المسابقة تستمر عقوبته من الدوري، وفي حال انتهاء المسابقتين تستمر عقوبته في المباريات إلى الموسم التالي حتى لو تم انتقاله إلى نادٍ آخر،ويُغرم اللاعب، وأي مخالف غرامة مالية وقدرها (100000 ل.س) مئة ألف ليرة سورية، ولا ينقطع حساب مدة العقوبة الزمنية بمدد الراحة فيأثناء أو بين المواسم، إلا إذا صدر قرار بذلك من لجنة الانضباط والأخلاق حصراً”.
وتابع رئيس لجنة الانضباط: “نص المادة واضح والمباراة رسمية وتعريف المباراة الرسمية بحسب مدونة الأخلاق والإجراءات التأديبية هي المباراة التي ينظمها الاتحاد لجميع الفرق والأندية في المستوى الوطني، والمباراة الودية هي المباراة التي تنظمها جهة رياضية مختصة بكرة القدم أو نادٍ ويتم اختيارها لمناسبة ما ويمكن أن تنتمي الفرق لاتحادات مختلفة، ولا يكون للنتائج المحرزة أثر إلا على المباراة أو المسابقة الودية ذاتها.
التعميم الصادر عن لجنة الانضباط والأخلاق رقم /44/ بتاريخ 27/5/2023 والذي ينص على:
توقيف لاعب فريق رجال نادي الفتوة حسين شعيب ثلاث مباريات رسمية وما يتخللها من مباريات ودية لضربه اللاعب المنافس سعيد برو، استناداً إلى المادة 30/3 وغرامة خمسمئة ألف ليرة سورية استناداً إلى المادة 25/1/17 قراراً نهائياً غير قابل للاستئناف حسب المادة 40-3.
القرار واضح مباراة رسمية أو ودية ولم يتطرق القرار أن تكون ضمن روزنامة أو خارجها، إذا تضمّن المباراة الودية فمن باب أولى الرسمية، ولم نجعل الروزنامة تشريع لها وهذا ينشأ عنه أن هذه المباراة لو وقع فيها أي مخالفات تستلزم عقوبات انضباطية إلى ماذا يكون المتكأ القانوني؟.
كذلك لاعب الوثبة سعيد برو يقول لك إنه تم إيقافه بالقرار نفسه وهذه مباراة رسمية وبنفس التسبيب القانوني فمن حقه أن يشارك!
والأهم من هذا وذاك أن القرارات الانضباطية تصدر عن لجنة قضائية مستقلة وهي الجهة المختصة باستصدار القرار وفسخه في حال التماس إعادة النظر في أي مخالفة عند ظهور أدلة جوهرية جديدة في حال القرار غير قابلٍ للاستئناف، وإذا كان قابلاً للاستئناف ووجدت لجنة الاستئناف تأييده أو فسخه وليس لأي جهة أخرى أن تجري ذلك بحسب القانون.
لمصلحة من هذه الاختراقات؟
موافقة الاتحاد اقتراح لجنة المسابقات القاضي بالسماح للاعب الفتوة حسين شعيب باللعب مع ناديه بالمباراة الفاصلة مع تشرين شكّل مخالفة صريحة لكل القوانين والأنظمة الراعية لكرة القدم لكون اللاعب معاقب.
مع العلم أن المبررات التي قدمتها لجنة المسابقات غير مقبولة ولا تمتّ إلى الحقيقة بصلة وتخالف الأنظمة والقوانين.
المباراة رسمية وهي تعادل كل مباريات الدوري والكأس لأن الفائز فيها سينال بطاقة التمثيل الآسيوي.
إن اقتراح لجنة المسابقات وموافقة اتحاد الكرة عليه يجعل الناس تفهم أن الاتحاد لا يأبه بالقوانين والأنظمة ولا يقف صاحب الاقتراح على مسافة واحدة من الأندية ويحابي ناد على حساب غيره، وأن القرار يُناصر طرفاً على حساب آخر.
وهذا جعل المتربصين بالاتحاد يقولون إذا كان اتحاد الكرة لا ينتصر للقوانين والأنظمة فلا عتب على من يخرقها من الأندية والكوادر واللاعبين.
أقول هنا (والقول لرئيس لجنة الانضباط والأخلاق): “لقد أخطأ من أصدر هذا القرار خطأً جسيماً، ونأمل من العقلاء باتحاد الكرة وسادنه الأمين أن ينتبهوا لجسامة الخطأ وأقول لهم: العودة عن الخطأ فضيلة.
المسألة ليست خصاماً إنما البحث عن الحق وهذا أمر مخالف للواقع وغير مطروق وهو بدعة سيئة قد تصبح عادة حال تجاوزها.
وأختم مجدداً بالقول إذا وقعت مخالفة في هذه المباراة ما هو مصير المخالفات والعقوبات التي سينالها المخالف؟
هذا أمر عجيب !!
وبحسب المادة 15 على 10 التي تنص على:
لأي شخص أو هيئة تقديم بلاغ إلى لجنة الانضباط والأخلاق عن أي سلوك يعتبره أو تعتبره غير متفق مع لائحة الأخلاق والإجراءات التأديبية للاتحاد على أن يكون هذا البلاغ خطيّاً ويقدم لها عبر الأمانة العامة.
إذاً كان على اتحاد الكرة وقبل أن يتخذ قراره وفق مقترح لجنة المسابقات أن يعود للجنة الانضباط والأخلاق لأنها من صدّرت القرار وهي بحسب القوانين لجنة مستقلة لا يجوز تجاوزها خاصة في قرارات أصدرتها ويبدو أن لجنة المسابقات قد ورطت الاتحاد في هذا القرار وسيكون له تبعيات في المستقبل وذريعة للأندية لتطعن بقرارات مشابهة.
محسن عمران