خاص|| أثر برس تجددت أزمة فقدان حليب الأطفال من الصيدليات في العاصمة دمشق، لفترة من الزمن ليعود ويتوفر فيها بسعر جديد وكميات محدودة، مترافقةً بأزمة فقدان بعض أدوية الأمراض المزمنة.
وأكدت عبير “صيدلانية في دمشق” خلال حديثها لـ”أثر” أنه يوجد عدد كبير من الأدوية المفقودة من السوق مبينة أن حليب الأطفال مفقود منذ 3 أشهر من الصيدليات ولا يتم توزيعه وسعره الحالي في حال تواجده من السوق السوداء 50 ألف ليرة سورية، بينما سعره القديم بحسب النقابة 18800 ليرة سورية منوّهة إلى أن عبوة الحليب لا تكفي الطفل أكثر من أسبوع وذلك يعود حسب استهلاكه.
وأضافت أن “المعامل تتحجج بعدم وجود مادة دوائية وإن توفرت المادة فهي غير مناسبة مع حجم الإنتاج وطرحه بالسوق، أي أن تكلفة المادة على المعمل على سبيل المثال هي 100 ليرة سورية وهو يبيعها بـ 50 ليرة سورية فالبيع لا يعود له بحجم التكلفة” مبينة أن أصحاب المعامل طالبوا بزيادة أسعار الدواء مرة أخرى.
وتابعت أن العديد من الأهالي يلجؤون إلى دواء بديل عن الموصوف لهم بحال كان سعر الدواء المطلوب مرتفع، منوهة إلى أن سعر الدواء البديل يكون منخفض إذا كان عدد حبات الدواء الموجودة في الظرف الدوائي أقل.
ولفتت إلى أن المتممات الغذائية أيضاً ارتفع سعرها، إذ يبلغ وسطي سعر المتمم الغذائي 15 ألف ليرة سورية، مشيرة إلى أن العديد من الأهالي استغنوا عن المتممات ولجأت إلى شراء الفواكه الموسمية ولكن البعض من كبار السن هم بحاجة لها بشكل ضروري فيضطرون إلى شرائها.
وأوضحت أن نقص الأدوية وارتفاع سعرها يعد عبء على الصيدلي أيضاً لأنه مضطر لشراء أًصناف عديدة من الأدوية لتغطية حاجة صيدليته، وبنفس الوقت هو بحاجة لدفع تكاليف أكبر مما كان يتوقع ولم يعد هناك هامش ربح كبير للصيدلي مثل الأيام السابقة.
ومن الأصناف الدوائية المقطوعة أيضاً كما بينت علا “صيدلانية في ريف دمشق” لـ”أثر” أنه دواء الوقاية من الذبحة الصدرية مولسيكور (مولسيدومين) مفقود منذ 3 أشهر ولا يوجد له بديل أما الصنف الأجنبي منه متوفر ولكن سعره مرتفع لأنه مرتبط بسعر تصريف الدولار مقابل الليرة السورية، موضحة أن سبب انقطاعه عدم توفر مواد أولية.
وهنا بينت أن أصحاب المعامل يستوردون المواد الأولية بالعملة الأجنبية، ومشكلة عدم استقرار السعر وتغيره بين يوم و آخر وبيع الدواء بالليرة السورية لم تعد تجدي نفعاً وطالبوا برفع أسعار الأدوية لكن النقابة لم تستجب لهم ولهذا السبب تمتنع بعض المعامل من تصنيع بعض الأدوية.
وأشارت إلى أن “مريض القلب أو الضغط أو السكر سيشتري الدواء ولو أصبح سعر العلبة 100 ألف ليرة سورية لأنه لا يستطيع الاستغناء عنه وهو مرض مزمن”.
نقابة صيادلة دمشق:
وبهذا السياق أكد نقيب صيادلة دمشق الدكتور حسن ديروان لـ”أثر” أنه لا يوجد انقطاع أو فقدان لأي صنف دوائي للأمراض المزمنة وغير المزمنة وهي جميعها متوفرة في مستودعات النقابة، مشيرا إلى أنه لا يوجد حالياً حديث عن رفع سعر الدواء المحلي لكن من الممكن أن تكون في مرحلة لاحقة.
وتابع أنه “يوجد مخزون دوائي جيد والمعامل ترسل جميع أصناف الأدوية لمستودعات النقابة وكل المعامل حالياً تنتج أدوية ولا يوجد أي معمل متوقف عن العمل.
أما عن انقطاع حليب الأطفال من الصيدليات بين ديروان أنه بالفعل خلال الفترة الماضية كان هناك انقطاع للمادة مع توافر أنواع بديلة عن المنقطعة، منوهاً إلى أنه منذ يومين توفر حليب الأطفال ووصل نوع “نسله” الذي يرغب به العديد من الأهالي.
أسعار حليب الأطفال بعد توفره، ذكرها نقيب صيادلة دمشق منوهاً إلى ارتفاعها حوالي 150% عن السعر السابق، وهي كالتالي: سعر حليب نان 1 أًصبح 46900 ل.س (كان 18800 ل.س)، وكيكوز 1 سعره38400 ل.س (كان سعره 15300 ل.س).
وبين أن سبب ارتفاع الأسعار هو أن الوجبة الماضية كان تسعيرها على أساس سعر صرف الدولار مقابل الليرة السورية بـ 2500 ليرة سورية أما اليوم السعر الجديد للصرف الدولار مقابل الليرة السورية 6500 ليرة سورية، والحليب بشكل خاص شمله ارتفاعان بسعر الصرف مقابل الليرة السورية ولأن الفترة الماضية لم يكن هناك استيراد فظننا أن سعره ارتفع بشكل كبير.
يذكر أن وزير الصحة د. حسن الغباش وفي تصريح صحفي سابق نقله مراسل “أثر برس”، قال “لسنا بصدد رفع أسعار الأدوية حالياً لكن إذا استمر التضخم وبطبيعة الحال فإن المعامل تحصل على المواد الأولية بالقطع الأجنبي وتتكلف على العبوات، وارد أن يحصل رفع حينها لكن الآن لسنا بصدد ذلك”، مضيفاً أن هناك بعض الأدوية مثل “أدوية الأورام وأدوية الكلية” يتم استجرارها من خلال مؤسسة التجارة الخارجية في وزارة الاقتصاد بحسب حاجة وزارة الصحة، لكن لم يتقدم أحد للمناقصات التي تم الإعلان عنها بخصوص هذه الأدوية.
لمى دياب – دمشق