كشفت المفوضية السامية للأمم المتحدة لشؤون اللاجئين عن ارتفاع نسبة السوريين الذين يعتزمون العودة إلى ديارهم خلال العام المقبل إلى 27%، مقارنة بـ1.7% فقط ممن أبدوا الرغبة ذاتها قبل سقوط النظام السابق.
وذكرت المنظمة الأممية أن “ثلاثة أرباع اللاجئين السوريين لا يزالون بلا خطط واضحة للعودة، مترددين في ظل غياب الاستقرار والخدمات الأساسية”.
وأضافت: “تتنوع أسباب عزوف اللاجئين عن العودة بين فقدان الممتلكات، والمخاوف الأمنية، وانعدام فرص العمل، إضافة إلى غياب الخدمات الصحية وتعطل شبكات الكهرباء والمياه، وتزداد المعاناة في فصل الشتاء مع انخفاض درجات الحرارة وعدم توفر مستلزمات التدفئة الأساسية”، بحسب موقع “سكاي نيوز”.
وأشارت المفوضية إلى أن الاحتياجات الإنسانية المتزايدة في سوريا “تجعل من الصعب على العائدين تأمين سبل العيش، لا سيما في ظل انهيار الخدمات العامة وتدمير البنية التحتية، ويؤكد العائدون أن الدعم الإنساني والمساعدات المالية عنصران أساسيان لإعادة بناء حياتهم”.
وتابعت: “وبينما يسعى العائدون لتأمين دخل ثابت، يواجهون صعوبات في إيجاد فرص عمل قادرة على تلبية احتياجاتهم اليومية”.
وفي 7 من الشهر الجاري أعلنت مفوضية الأمم المتحدة لشؤون اللاجئين، أن 270 ألف لاجئ سوري عادوا إلى بلادهم بعد سقوط نظام الأسد في 8 كانون الأول 2024.
وفي وقت سابق، قال ممثل مفوضية اللاجئين في سوريا، غونزالو فارغاس يوسا، إن أكثر من ربع اللاجئين السوريين يخططون للعودة خلال 12 شهراً المقبلة لإعادة بناء حياتهم، مؤكداً أن أكثر من 60 في المئة من اللاجئين يرغبون في زيارة سوريا قبل اتخاذ القرار النهائي بشأن العودة.
وقبل أيام، سمحت وزارة الداخلية الفرنسية للاجئين السوريين المسجلين لديها بالتقدم “بشكل استثنائي” للحصول على تصاريح تمكنهم من العودة المؤقتة إلى سوريا دون فقدان حقوقهم القانونية، حيث قالت الداخلية الفرنسية في بيان: “إن القرار يهدف إلى تسهيل السفر لأسباب إنسانية، تشمل التواصل مع أفراد العائلة أو التحقق من ممتلكات تركت في سوريا، بينما لا تشمل هذه التصاريح السفر لأغراض سياحية أو تجارية أو مهنية”، بحسب وكالة “فرانس 24”.
وكانت منظمة “هيومن رايتس ووتش” طالبت الدول الأعضاء في الاتحاد الأوروبي والدول المضيفة الأخرى للاجئين السوريين، بالسماح لهم بإجراء زيارات “استطلاعية” لبلدهم دون أن يخسروا وضعهم القانوني، قائلة: “إن ذلك سيمنحهم القدرة على تقييم الظروف المعيشية بشكل مباشر واتخاذ قرارات مستنيرة بشأن عودتهم المحتملة دون المساس بوضعهم القانوني في البلدان المضيفة”.
وفي كانون الأول الفائت، قالت رئيسة المنظمة الدولية للهجرة التابعة للأمم المتحدة، إيمي بوب: “هناك توقعات بعودة مليون لاجئ إلى سوريا في النصف الأول من عام 2025″.