خاص || أثر برس شهد ريف حلب الشمالي خلال ساعات اليوم الثلاثاء، سلسلة من الأحداث والمجريات الميدانية الساخنة، التي تنوعت بين اقتتال عنيف وقصف متبادل بين طرفي الصراع الرئيسيين “الوحدات الكردية” والفصائل المسلحة المدعومة تركياً، الأمر الذي دفع ثمنه عشرات المدنيين القاطنين ضمن قرى وبلدات ومدن شمال حلب.
وتيرة الصراع ارتفعت بشكل غير مسبوق منذ حلول صباح يوم الثلاثاء، حيث نفّذ عناصر “الوحدات الكردية” عملية تسلل سريعة باتجاه نقاط مسلحي “الجيش الوطني” المدعومين تركياً في محيط مدينة إعزاز، واللافت في تلك المحاولة أن مسلحي الوحدات اعتمدوا في تسللهم على استخدام الأسلحة الخفيفة والتي سهلت من تحركهم باتجاه عمق نقاط المسلحين وانسحابهم منها بالسرعة اللازمة.
وأفادت مصادر “أثر برس”، بأن مسلحي الوحدات عمدوا فور وصولهم إلى هدفهم، للاشتباك مع مسلحي “الجيش الوطني” مستغلين عنصر المفاجأة، لتدور على إثر ذلك اشتباكات محدودة بين الجانبين انتهت بانسحاب “الوحدات الكردية” باتجاه نقاط تمركزهم في قرى “مرعناز” و”المالكية” و”شوارغة”، بعد تمكنهم من قتل اثنين من مسلحي “الجيش الوطني” وإيقاع عدد كبير من المصابين بين صفوفه.
وفي أعقاب هذه المحاولة، بادر عناصر “الوحدات” إلى استهداف بلدة “مارع” التي تعتبر من أخطر قلاع المسلحين المدعومين تركياً في شمال حلب، بعدد كبير من قذائف الهاون، ما أوقع عدداً كبيراً من المصابين بين صفوف المدنيين، دون تكبيد المسلحين أي خسائر بشرية.
من جانبها ردت القوات التركية انطلاقاً من مواقعها قرب الحدود السورية، وبمؤازرة من مسلحي الفصائل الموالين لها، على قصف الوحدات الكردية، باستهداف قرى “مرعناز” و”المالكية” و”شوارغة” وأطراف بلدة “تل رفعت” بعشرات القذائف المدفعية، التي تسببت بوقوع أضرار مادية كبيرة لحقت بممتلكات المدنيين من منازل وأراضي زراعية، فيما اضطر معظم المدنيين المتبقين في تلك القرى إلى النزوح باتجاه الكهوف والمغارات القريبة من قراهم، هرباً من عمليات القصف العشوائي.
وبعد ساعات قليلة من الهدوء الحذر الذي ساد في الريف الشمالي، عاد التوتر مجدداً من بوابة مدينة إعزاز، التي شهدت انفجار سيارة مفخخة بمواد شديدة الانفجار ضمن “السوق التركي” الواقع وسط المدينة، الأمر الذي أودى بحياة مدني على الأقل، فيما أصيب نحو 15 مدنياً آخرين بجروح متفاوتة الخطورة، وفق ما أكدته مصادر أهلية لـ “أثر برس”.
وفي ظل هذه المجريات، سارع مسلحو الفصائل الموالية لأنقرة، إلى فرض طوق أمني حول المدن والبلدات الرئيسية في عموم الريف الشمالي، بالتزامن مع حملات تفتيش واسعة تركزت في مدينتي إعزاز وعفرين، فيما تمكن مسلحو الفصائل من اكتشاف دراجة نارية مفخخة كانت معدة للتفجير في بلدة الراعي التابعة لمدينة الباب والتي تعتبر من المقرات الرئيسية لمسلحي “لواء السلطان مراد”.
كما أكدت مصادر أهلية من عفرين لـ “أثر برس”، بأن حملات التفتيش التي نفّذها مسلحو الفصائل المدعومة تركياً في المدينة وريفها، تخللها اعتقالات بالجملة طالت عدداً كبيراً من المدنيين الذين وُجهت لهم تهمة التعامل مع “الوحدات الكردية”.
تجدر الإشارة إلى أن ريف حلب الشمالي الخاضع للنفوذ التركي، ما يزال يشهد تصاعداً كبيراً من حيث حالة التوتر والانفلات الأمني، وخاصة ضمن منطقتي عفرين وإعزاز المتجاورتين، واللتين أصبحتا محوراً وهدفاً رئيسياً لكل العمليات التي تنفذها “الوحدات الكردية” ضد فصائل المسلحين المدعومين تركياً على اختلاف مسمياتهم.
زاهر طحان – حلب