بالتزامن مع ما يعانيه السوريون في تركيا من حملات تحريض عنصرية وأزمات اقتصادية، ازدادت محاولات الهجرة غير الشرعية إلى القارة الأوروبية مؤخراً، رغم المخاطر والصعوبات التي تواجه طالبي اللجوء، وإغلاق دولتي اليونان وبلغاريا حدودهما أمامهم.
ووفقاً لموقع “عربي 21″، فإن أحد اللاجئين السوريين أكد أن الوضع المعيشي لم يعد مقبولاً بالنسبة لغالبية السوريين، من النواحي الاقتصادية والقانونية، مضيفاً أنه يحضّر نفسه لرحلة اللجوء إلى أوروبا، مع يقينه بأن محاولة العبور قد تفشل عدة مرات.
من جانبه، عزا رئيس “الرابطة السورية لحقوق اللاجئين” مضر حماد الأسعد، زيادة معدلات الهجرة بين أوساط اللاجئين السوريين، إلى الأوضاع الاقتصادية الصعبة التي يعانون منها في تركيا.
ولفت الأسعد، إلى صعوبات أخرى تتعلق بالشأن القانوني كالحصول على إذن العمل، واستصدار بطاقات الحماية المؤقتة (الكمليك) للاجئين، وإذن السفر للتنقل بين المدن التركية.
أيضاً، الباحث والصحفي التركي المهتم بأوضاع اللاجئين السوريين جلال ديمير، أكد أن زيادة منسوب العنصرية من قبل بعض الأتراك، أدت إلى ارتفاع معدلات القلق بين السوريين، معتقداً أن غالبية اللاجئين السوريين في تركيا يطمحون أصلاً بالوصول إلى أوروبا.
في سياق آخر، أظهر استطلاع رأي أجراه أحد مراكز الدراسات لمجموعة من اللاجئين السوريين في تركيا، موافقة 75.6% من المشاركين فيه على العودة إلى سوريا.
يشار إلى أنه يوجد في تركيا نحو 4 ملايين لاجئ سوري، يعاني قسم كبير منهم من أوضاع إنسانية صعبة تدفعهم للتفكير بالهجرة إلى أوروبا، وتتركز النسبة الأكبر من اللاجئين في مدن إسطنبول وغازي عنتاب وشانلي أورفا، علاوة على تعرضهم لتصرفات عنصرية وإساءات.
وفي حزيران الفائت، أصدرت هيئة الصحة والسلامة المهنية في تركيا، تقريراً قالت فيه: “ما لا يقل عن 646 عامل بينهم 43 سيدة توفوا خلال الأشهر الخمسة الأولى من عام 2022 الجاري”، مشيرة إلى وفاة ما لا يقل عن 167 عامل في حوادث العمل خلال شهر أيار الماضي فقط، مضيفة: “هناك 38 عاملاً من اللاجئين توفوا أيضاً، منذ بداية العام الجاري وحتى نهاية أيار الماضي، ويتوزع هؤلاء العمال بحسب الجنسية كالتالي: (16 عاملاً سورياً، و8 عمال من أفغانستان، و4 عمال من أوزبكستان، و3 عمال من إيران، بالإضافة إلى عامل واحد من كل من بيلاروسيا وإندونيسيا وروسيا وباكستان وصربيا وتركمانستان وأوكرانيا)”.