أطلّ زعيم “هيئة تحرير الشام (النصرة سابقاً)”، أبو محمد الجولاني، في وسائل إعلام بريطانية وأمريكية، معلناً تجديد رفضه إدخال قافلة المساعدات الإنسانية التي جهزتها دمشق لإغاثة المتضررين من الزلزال في المناطق الواقعة خارج سيطرتها.
وأكد “الجولاني” في تصريحات لصحيفة “الغارديان” البريطانية، وقناة “فوكس نيوز” الأمريكية، إصراره على “رفض إدخال أيّ مساعدات عبر الخطوط من دمشق إلى إدلب، داعياً إلى الاستعاضة عنها بالمساعدات العابرة للحدود من تركيا”.
ولفت زعيم “الهيئة” إلى أنه “بعَث برسائل عدّة إلى المنظّمة الدولية تتعلق بضرورة تمرير مساعدات إلى مناطق سيطرته بعشرة ملايين دولار”.
يشار إلى أن هذا المبلغ هو نفسه الذي رصدته واشنطن سابقاً للقبض عليه، إذ أعلنت الخارجية الأمريكية في أيار 2017، “تخصيص عشرة ملايين دولار لمن يدلي بمعلومات تتيح تحديد مكان محمد الجولاني”، وكانت حينها المرة الأولى التي ترصد فيها مكافأة من الخارجية الأمريكية، لمعرفة معلومات عن مكان الجولاني.
وتتناغم تصريحات “الجولاني” مع الطرح الأمريكي الذي تتمسّك به واشنطن منذ لحظة وقوع الزلزال في سوريا، بحصر إدخال المساعدات إلى المناطق الخاضعة للفصائل المسلّحة عبر الخطوط من تركيا، وفي هذا الصدد، ترى صحيفة “الأخبار” اللبنانية أنه “بينما تجد الولايات المتحدة نفسها، الآن، مضطرّة إلى السكوت عن حركات التمرّد، بما فيها إرسال السعودية طائرات إغاثة إلى مناطق سيطرة الحكومة السورية، جرّاء الحملة العالمية في مواجهة عقوباتها المفروضة على سوريا، فهي لا تجد مناصاً من خوض معارك على جبهات أخرى، من بينها مجلس الأمن الدولي”.
وأضافت الصحيفة، أنّ “واشنطن حاولت تمرير قرار يُحمّل دمشق مسؤولية المأساة الإنسانية المتفاقمة في الشمال السوري، قبل أن تُجهض دمشق محاولتها بإعلان موافقتها على فتْح معبرَين إضافيَّين لتمرير المساعدات الأممية إلى المنكوبين هناك”، معتبرةً أن “واشنطن وحلفاءها لا يترددون في مساوقة جهود رجل “القاعدة” السابق، أبو محمد الجولاني، المصنّف في لوائحهم للإرهاب، في الاستثمار في الكارثة، بتقديم منابر إعلامية له لتلميع صورته”.
ويتزعم “أبو محمد الجولاني” القيادة العامة لـ “هيئة تحرير الشام”، التي تسيطر على مدن وبلدات إدلب وأجزاء من ريف حلب الغربي، وريف اللاذقية وسهل الغاب، شمال غربي حماة.
وادّعت “هيئة تحرير الشام” انفصالها عن “القاعدة” منذ تموز 2016، وفي هذا السياق، يرى “معهد واشنطن للدراسات”، أن “الإدارة الأمريكية لم تعد تنظر إلى “الهيئة” بوصفها جهة تهديد فعليّة يمكن أن تضر بمصالح الولايات المتحدة وحلفائها وأمنها ضرراً مباشراً على غرار “القاعدة” وتنظيم “داعش”.
ويضيف “معهد واشنطن للدراسات” في الوقت نفسه، أن “الولايات المتحدة الأمريكية ما تزال قلقة من احتمال عودة “الهيئة” إلى اتباع تكتيكات التمرد والإرهاب إذا قررت الدولة السوريّة وحلفاؤها استعادة السيطرة على إدلب، إذ ستصبح هذه الجماعة بلا أراضٍ، ولن تكون قادرة على استعمال بناء الدولة كشكلٍ من أشكال الشرعية البديلة، وتصبح هناك فرصة محتملة لارتباط “هيئة تحرير الشام” بتنظيم “القاعدة” مجدداً”.
أثر برس