وصل وزير دفاع الاحتلال الإسرائيلي “يوآف غالانت” أمس الجمعة إلى مقر “القيادة الشمالية” لجيش الاحتلال الإسرائيلي، بالقرب من الحدود بين لبنان وفلسطين المحتلة.
وأوضح أن زيارته تهدف إلى مراقبة الجبهة الشمالية لفلسطين المحتلة، قائلاً: “لقد وصلت اليوم إلى القيادة الشمالية، لأراقب عن كثب عملية اغتيال ناجحة أخرى لقائد في حزب الله، وللحصول على نظرة عامة على العمليات التي يجري تنفيذها استعداداً للاغتيالات وغيرها من الأعمال في سوريا ولبنان وأماكن أخرى” وفق ما نشره عبر حسابه على منصة “X”.
وجاءت زيارة “غالانت” بعد عدوانين جويين نفذهما الاحتلال الإسرائيلي على سوريا، استهدف الأول منطقة السيدة زينب بريف دمشق إذ نقلت وزارة الدفاع السورية عن مصدر عسكري قوله يوم الخميس 28 آذار الجاري: “حوالي الساعة 50 : 17 مساء اليوم شن العدو الإسرائيلي عدواناً جوياً من اتجاه الجولان السوري المحتل مستهدفاً أحد المباني السكنية في ريف دمشق وأسفر العدوان عن إصابة مدنيين اثنين بجروح ووقوع بعض الخسائر المادية”.
وبعد ساعات من هذا العدوان، استهدف الاحتلال الإسرائيلي نقاطاً في محافظة حلب، إذ أكد مراسل “أثر برس” أن الاستهداف طال نقاطاً بمحيط مطار حلب الدولي من الجهة الشرقية ومحيط السفيرة بريف حلب الشرقي.
وأفادت الدفاع السورية بأن هذا العدوان تزامن مع استهداف نفذته فصائل مسلحة بالمسيرات، إذ نقلت الوزارة عن مصدر عسكرية قوله فجر الجمعة 29 آذار الجاري: “حوالي الساعة 45:1 بعد منتصف الليل شن العدو الإسرائيلي عدواناً جوياً من اتجاه أثريا جنوب شرق حلب مستهدفاً عدداً من النقاط في ريف حلب وذلك بالتزامن مع اعتداء بالطيران المسير نفذته التنظيمات الإرهابية من إدلب وريف حلب الغربي في محاولة منها لإستهداف المدنيين في مدينة حلب ومحيطها، وأسفر العدوان عن استشهاد وجرح عدد من المدنيين والعسكريين ووقوع خسائر مادية بالممتلكات العامة والخاصة”.
وأدانت الخارجية الإيرانية هذه الاعتداءات الإسرائيلية، وقال المتحدث باسم الخارجية الإيرانية، ناصر كنعاني، في بيان: “هذه الهجمات التي نفذها الكيان الصهيوني المنسقة والمتزامنة مع هجمات الجماعات الإرهابية في سوريا، على مناطق من هذا البلد، هي دليل واضح على دعم الكيان الإرهابي الإسرائيلي للجماعات والتيارات الإرهابية في سوريا، والتي ظلت لسنوات طويلة تستهدف الأمن الوطني لسوريا وأمن المنطقة، وأودوا بحياة الآلاف من المواطنين الأبرياء من أجل أهدافهم الشريرة وأهداف داعميهم”.
وأضاف “الهجمات العدوانية على سوريا، هي محاولة سافرة ويائسة لمواصلة وتوسيع الأزمة في المنطقة بهدف ترميم الصورة الفاشلة لهذا الكيان مقابل الشعب الفلسطيني وفصائل المقاومة، وإن مواجهة هذه المغامرة الخطيرة التي تنتهك أمن واستقرار المنطقة مسؤولية دولية وعالمية”.
وعلّقت المتحدثة باسم وزارة الخارجية الروسية، ماريا زاخاروفا، على هذه الاعتداءات الإسرائيلية بقولها: “مرة أخرى، نؤكد أن مثل هذه الأعمال العدوانية ضد الجمهورية العربية السورية، التي تشكل انتهاكا صارخا لسيادة هذا البلد وللقواعد الأساسية للقانون الدولي، غير مقبولة على الإطلاق”، مضيفة “ندين بشدة هذه الأعمال الاستفزازية التي تستخدم القوة ولها عواقب خطرة للغاية في سياق التدهور الحاد للأوضاع في منطقة الصراع الفلسطيني – الإسرائيلي”.
ومنذ عام 2012 ينفذ الاحتلال الإسرائيلي اعتداءات على مناطق متعددة في سوريا، فيما ارتفعت وتيرة هذه الاعتداءات بشكل ملحوظ بعد أحداث 7 تشرين الأول في فلسطين، واستهدفت الغارات الإسرائيلية بنى تحتية في سوريا كالمطارات الدولية والأبنية السكنية ومزارع وغيرها، وأودت هذه الغارات بحياة عدد من المدنيين والعسكريين إلى جانب عدد من المستشارين العسكريين الإيرانيين الذي قضوا جراء هذه الاعتداءات.