أثر برس

استقالات إدارات الأندية.. عجز إداري أم هروب مالي!

by Athr Press M

ليس غريباً على الجمهور السوري أن يقرأ ويسمع ويشاهد استقالات إدارات أنديته قبل كل موسم، مع أن هذه الإدارات هي نفسها من طلبت تعيينها.

وتمت مخالفة القانون مرات عدة لتعيين رئيس نادٍ أو عضو إدارة هنا وهناك، وكل ذلك لعدم إدخال الأندية بفراغ إداري ينتج عنه عجز مادي يأخذ النادي إلى الهاوية.

كيف يتم تعيين إدارات الأندية؟

قبل أن نسأل عن أسباب استقالات إدارات الأندية يجب أن نطرح سؤالاً آخر وهو كيف يتم تعيين هذه الإدارات؟

سابقاً أيام الهواية الجميلة كان يتم رفع قوائم بأسماء أكثر من إدارة من اللجان التنفيذية إلى فرع الحزب ومنه إلى المكتب التنفيذي للاتحاد الرياضي العام مع توصية بأسماء معينة يجدون فيها المقدرة والكفاءة الإدارية، فينتقي هذا الأخير وبعد دراسة أمنية مستفيضة الأنسب ويعينه ثم يعتمد الديمقراطية، إذ ينتخب أعضاء النادي المنتسبون له أصولاً ولديهم أرقام اتحادية إدارة ناديهم ويتم بعد ذلك رفعها بحسب التسلسل إلى القيادة، وربما يتغير اسم أو اثنان لأسباب معينة طبعاً وكل هؤلاء هم من أبناء الأندية ومن الجو الرياضي كما يسمى، إلا في حالات نادرة حدثت ذات مرة في نادي تشرين عندما تم تعيين رئيس له فذهب إلى نادي حطين ظناً منه أنه نادي تشرين.

دخول ما يسمى الاحتراف إلى رياضتنا أرغم القيادات على تعيين أشخاص بعيدين عن الرياضة، هدفهم الظهور الإعلامي والترويج لشركاتهم، وهناك أسباب أخرى بالتأكيد مقابل تعيينهم رؤساء أندية.

وهؤلاء فرضوا على القيادات تعيين أشخاص معهم يديرون النادي الذي أصبح شركة مملوكة لهم وهم في غالبيتهم لا يعرفون من الرياضة سوى اسمها ولا همّ لهم سوى الوقت الحالي الموجودون فيه بالنادي من دون التفكير في المستقبل، فيفرغون النادي من أبنائه ليختلط الحابل بالنادي وتبدأ بعدها الإشكاليات والمشاكل.

أسباب الاستقالات:

لو عرجنا إلى أسباب الاستقالات فسنجدها مختلفة ولكن معظمها يكون سببها مادياً، وقد اخترعه رئيس النادي ليهرب من مسؤولياته بعد أن حقق هدفه الإعلامي والإعلاني غير عابئ بما سيحل بناديه.

عدّوا على أصابعكم، تشرين والكرامة والحرية والجلاء والتضامن وقبلهم نادي الجيش، ولكن الجيش يتبع لهيئة وله نظامه الخاص فيه، ولا ننسى أن إدارة نادي تشرين التي لم يمض على وجودها أقل من شهرين.

وقبلهم وفي الموسم الرياضي عانت أندية من تخبطات إدارية جعلتها تتقهقر في ألعابها التي كانت متميزة فيها إلى وقت قريب كحطين والوحدة والمجد.

المكتب التنفيذي سارع إلى تشكيل إدارات لأندية الكرامة والجلاء ولجنة تسيير أمور للحرية، بينما تشرين والتضامن ما زالا يتخبطان وخاصة تشرين حامل كأس الجمهورية وبطل الدوري لثلاثة مواسم متتالية، ولا يفصله سوى شهر عن انطلاق الدوري وحتى الآن لم يتم الاتفاق أو لنقل بصراحة العثور على شخص يقبل أن يديره.
في تشرين عندما تم تعيين رئيس النادي كان يدرك حجم المسؤولية والعبء المادي وتم وضعه بكل تفاصيل النادي كونه بعيداً عنه، على الرغم من أنه في يوم ما كان رئيساً لمكتب الشباب في المحافظة، ولكن شتان الفرق بين مكتب الشباب والعمل في النادي، عند تعيين الإدارة انقلب عليه أحد الداعمين الذين كان يعول عليهم كثيراً واستقال ثم لحقه آخر فثالث، فتقدم باستقالته هو الآخر ولم يبق سوى من جاء (كومبارس) وهؤلاء لا يقدمون شيئاً طالما أنهم لن يدفعوا وكانوا بكل صراحة لا يعرفون ماذا يدور بناديهم سوى من صفحته الرسمية أو اتصالات خاصة، فقدم بعد ذلك بعضهم استقالته بينما ما زال آخرون متمسكين بها من دون سبب معروف مع أن القرار الآن هو تغيير الإدارة كلها.

إذاً سبب الاستقالة الأساسي هو مادي وقد حدث في التضامن والكرامة والجلاء وربما تختلف الأمور في الحرية بعد أن أكد رئيسه السابق لـ “أثر برس” أن السبب ليس مادياً لأن أمور النادي المادية كانت جيدة!.

ما الحلول؟

الحلول التي اتفق عليها أغلب الجمهور هي أن تشرف شركات تجارية على الأندية وتديرها مادياً، ويديرها رياضيون أصحاب خبرة ويحملون شهادات علمية ورياضية متخصصة بالأندية إدارياً ورياضياً بحسب صيغة واتفاق معينين يعود بالفائدة على الجميع.

وهذا الأمر أصبح متعارفاً عليه في أغلب دول العالم، إذ تدير شركات كبرى الأندية وسبقت الجزائر كل الدول العربية في هذه التجربة قبل نحو ثلاثة عقود وربما أكثر فحصدت نتائج كبيرة قارية وعالمية.

طبعاً هناك حلول أخرى طرح بعضها اتحاد الكرة لتخفيف العبء المادي عن الأندية عندما حدد سقف التعاقد للاعبين وبلغ أعلاه 40 مليون ليرة للدولي وربما سيرتفع للـ60 مليوناً، ولكن بصراحة الأندية لم تلتزم به وبدأت الدفع للاعبين من تحت الطاولة مبالغ كبيرة فزادت من أعباء النادي المالية خاصة تلك التي استقالت وتركت الديون على من سيأتي بعدها.

ومن الحلول الأخرى إعادة النظر باستثمارات الأندية وإعادة صياغتها من جديد بعد ارتفاع سعر صرف الدولار بأضعاف ما تم تعهيده في أثنائها بحيث يكون الأمر منصفاً بين النادي والمستثمر وأن يتم تغيير بعض القوانين بحيث تتم دراسة سعر الصرف سنوياً فترتفع قيمة التعهيد أو تنخفض حسب الحالة الراهنة.ه

هل أصحاب القرار الرياضي مؤهلون لاتخاذ القرار؟

بصراحة وليس بغريب على أحد من الجمهور السوري كيف يتم تعيين القيادي الرياضي لأن النتائج والأسماء هي من تفضح الأمر.

هل الموجودون في موقع القرار الرياضي مؤهلون لهذا العمل أي هل هم رياضيون فعلاً أو حتى لو كانوا من الرياضيين هل لديهم الإمكانيات للجلوس على هذا الكرسي الذي يحمّل صاحبه مسؤولية إصدار القرار؟.

لننظر إلى معظم أسماء أعضاء اللجان التنفيذية في المحافظات وأيضاً إلى من كان سبباً في وجودهم ونسأل عن إمكانياتهم العلمية والرياضية والفكرية، وبعد ذلك نفكر بصوت عالٍ ونجيب عن تساؤلاتنا هل تم اختيار الأفضل فعلاً..؟

بالنتيجة وضع الأندية حتى تلك التي تجري تعاقدات وتدفع بوفرة لا يسر وقد تستقيل هذه فجأة فتكرس الديون على أنديتها فلا تقوم قائمة لها بعد ذلك فتندم ساعة لا ينفع الندم وإيجاد الحل مسؤولية كل صاحب قرار في الرياضة السورية.

 

محسن عمران || أثر سبورت

اقرأ أيضاً