أثر برس

استقالات المدربين والإدارات في الأندية.. داء لا برء منه

by Athr Press M

بعد ظاهرة الاستقالات في صفوف المدربين التي لاحت في الفترة الماضية في الدوري السوري الممتاز لكرة القدم، ظاهرة جديدة تلوح في الأفق وهي الاستقالات في صفوف رؤساء الأندية والإدارات إذ أصبحت سلاحاً جديداً بيد الإدارات تهدد به القيادة الرياضية أو اتحادي الكرة عند الشعور بالظلم أو لمآرب أخرى لغاية في نفس أصحابها.

إدارات هددت بالاستقالة وأخرى نفذت:

وخلال فترة الذهاب التي انقضت هدد عدد من رؤساء الأندية بالاستقالة لأسباب تتعلق بفرقهم الكروية أو لأسباب أخرى، ونفذ رئيس نادي الوحدة ماهر السيد تهديده وقدم استقالته فيما هدد رئيس نادي الساحل سامر ملحم وتراجع عنها وكذلك رئيس نادي الحرية أنطوان شرقي الذي هدد أيضاً بالانسحاب من الدوري قبل أن يتراجع عنه، وتراجع رئيسا ناديي الساحل والحرية عن استقالتهما جاء بعد اجتماع عقده رئيس المكتب التنفيذي فراس معلا مع رؤساء الأندية واتحادي القدم والسلة.

الاحتراف يخلط الحابل بالنابل:

الاستقالات أو التلويح بها لم تكن لتحدث سابقاً عندما كنا نعيش الهواية وكانت الاستقالات تتم بطلب من الجهة المسؤولة عن تعيين الإدارة ولم يكن ذلك يشكل الهم الكبير لأن الراغبين والطامحين لرئاسة أي نادٍ كثر لأنه يجلب الشهرة وفوائد أخرى، ولم تكن الإدارات تتكفل بدفع أي قرش من جيوبها الخاصة لأن الاستثمارات على قلتها وما كان يُدفع للأندية من معونات حكومية وريوع المباريات يكفي حاجتها والأمر كان يتعلق فقط بكيفية الإدارة وقدرة سيطرة الإدارات على الأندية.

للأسف بعد عصر ما يسمى احتراف اختلط الحابل بالنابل وأصبح كل صاحب رأس مال أو ميسور يعمل بالنادي هو الآمر الناهي بصرف النظر عن إمكانياته الإدارية أو الفنية وممارسته للرياضة من عدمها لأنه آمر الصرف والجميع عمال لديه، وهو من يقرر وعلى الجميع الانصياع سواء كان قراره صحيحاً أو لا، لذلك لا عجب إن شاهدنا أندية عظيمة تتهاوى وتتحطم أعمدتها وتفقد جماهيريتها لأن الهم الوحيد هو استمرار تلك الأندية بالحياة من دون النظر إلى الطريقة التي تحيا بها أو الإنجازات التي ستحققها.

وإن وجدت الإدارات أو رئيس النادي معارضة ما لعمله أو أمر لا يعجبه يبدأ بالتلويح بالاستقالة لأنه يدرك أن من سيحل مكانه قلة وقد لا يوجد، وهو يعرف أن القيادة الرياضية لن توافق له وستراضيه بأي طريقة ولو على حساب القوانين والأعراف التي قد تطوى وتوضع على الرفوف في سبيل إرضاء رؤساء الأندية الذين للأسف أصبح بعضهم شر لا بد منه في ناديه.

ما هي الحلول؟

في اجتماع رئيس المكتب التنفيذي مع رؤساء الأندية طالب بعضهم بتغيير نظام الاحتراف ولكن من دون أن يحددوا كيف يمكن تغييره!!

عدد من الكوادر الذين التقيناهم سابقاً في “أثر برس” طرحوا حلولاً للخلاص من سطوة بعضهم وإعادة تصويب وضع الأندية بأن يتم إلزام مؤسسات وشركات حكومية خاصة أو عامة بالأندية بحيث يتبع كل نادٍ لمؤسسة تكون مسؤولة عنه بالكامل بالتعاون مع المؤسسة الرياضة وفق أسس تنصف الطرفين، وهذا الأمر سبقتنا إليه دول عدة كالجزائر مثلاً ونجح بشكل كبير.

طبعاً هناك حلول كثيرة بيد أصحاب الشأن وأهل الخبرة ويجب أن تطرح ليختار الأفضل، لأن وضع الأندية لا يسر أحد وانعكس هذا على وضع الرياضة السورية بشكل عام وكرة القدم بشكل خاص فتراجعت بشكل كبير وبتنا موضع سرور لأي منتخب أو ناد نواجهه في أي بطولة خارجية.

محسن عمران || أثر سبورت

اقرأ أيضاً