قدم 3 مدربون من أندية الدوري السوري الممتاز استقالتهم في غضون 4 أيام فقط من الثلاثاء الماضي وحتى أمس الجمعة، بدايةً من حطين إلى الجيش والوثبة.
فبعد نهاية مباراة حطين وتشرين المؤجلة من الجولة 13 ضمن منافسات الدوري الممتاز بكرة القدم بنتيجة التعادل السلبي، أعلن المدرب عمار ياسين استقالته من تدريب فريق حطين.
جاءت بعدها استقالة مدرب نادي الوثبة فراس معسعس خلال المؤتمر الصحفي عقب الخسارة مع المجد بنتيجة (2-0) يوم الجمعة.
لتعلن بعد ذلك صفحة نادي الجيش على فيسبوك استقالة الكادر الفني لفريق كرة القدم بقيادة أيمن الحكيم من تدريب الفريق.
وربما يكون الدوري السوري الممتاز بكرة القدم قد سجل رقماً قياسياً ولأول مرة بتاريخه، إذ لم يكمل أي نادٍ في الدرجة الممتازة مع مدرب واحد خلال الموسم الحالي، وذلك بعد استقالة المعسعس من تدريب الوثبة.
الأسباب التي تدفع المدربين لتقديمهم للاستقالة أو تعرّضهم للإقالة كثيرة خصوصاً مع المشاكل المالية والإدارية والتنظيمية؛ لكن يمكننا تلخصيها بأربعة أسباب.
إدارات الأندية:
أصبح المدرب في الدوري الممتاز لكرة القدم “كبش الفداء” المعتاد والذي يتحمل كل النتائج السلبية التي يتعرّض لها أي فريق.
وفي حال دخول الفريق بدوامة الخسارات أو التعادلات، تجد الإدارة نفسها أمام ضغوطات كبيرة من الجماهير فتتوجه إلى إقالة المدرب أو دفعه للاستقالة تخفيفاً لغضب الجمهور، ولتظهر بأنها تعمل على إيجاد الحلول لإنقاذ ما يمكن وتحسين وضع النادي أمام محبيه.
التخبطات المالية:
تعاني معظم الأندية السورية من مشاكل مادية كبيرة وسط ضعف الاستثمارات وقلة الإيرادات، ما يدفع المدرب لتحمل أعباء شخصية وضغوطات من اللاعبين الذين يطالبون بحقوقهم المالية، ما يؤثر في الأداء ويضعف الحالية النفسية في الفريق.
المدرب هنا مُطالب بتخفيف الضغط النفسي والحافظة على تركيز اللاعبين داخل المستطيل الأخضر، وقد يبحث عن طوق نجاة ينتقل به إلى نادٍ آخر يمتلك دعماً أكبر من سابقه، ليترك “الجمل بما حمل” وينقذ نفسه من تلك المشاكل.
اللاعب المحلي:
يمتلك بعض المدربين السوريين نجاحاتٍ خارج الدوريات المحلية، وعند عودته لخوض تجربة محلية جديدة تجده فقيراً بالأفكار ولا حول له أمام الخصوم.
وهذا لا يعني بأن المدرب ليس جيد وإنما قد يكون اللاعب المحلي غير قابل لتطبيق أفكار المدرب من حيث المهارات الفردية أو الجماعية، بالإضافة إلى الحالة البدنية السيئة التي يعاني منها جميع لاعبي الدوري المحلي وهو ما أكد عليه غالبية مدربي المنتخب الوطني المتعاقبين في السنوات الأخيرة.
البنى التحتية للدوري السوري بكرة القدم:
لم يشهد الدوري السوري الممتاز بكرة القدم ملاعب أسوء من هذه الفترة التي يمر بها، سوء أرضية الملاعب يمنع جميع المدربين من تطبيق كامل أفكارهم على أرضية الملعب ويعيق التمريرات القصيرة بين اللاعبين.
الاتحاد السوري لكرة القدم أطلق الوعود منذ عام تقريباً على تحسين جودة الملاعب ورفع سوية أرضيتها لما يُناسب إجراء مباريات دوري ممتاز عليها؛ لكن هذه الوعود جف حبرها وبقيت من دون تطبيق حتى اليوم.
أي عمل يحتاج إلى التخطيط والتنظيم يلتزم معه الاستقرار كعامل أساسي للنجاح، فما بالكم بكرة القدم التي أصبحت في الخارج مشاريع واستثمارات بالمليارات، وسيبقى المدرب في الأندية السورية “شماعة” للأخطاء ما دامت العقليات الكروية الحالية تحافظ على أفكارها وتتشبث بها، ومع عدم تقديم حلول للمشاكل المالية وتحسين للبنى التحتية سنبقى نشاهد دوري كرة القدم سُمي بـ”الممتاز” على الورق فقط.
محمد المونس || أثر سبورت