ارتفعت وتيرة التوترات بين روسيا والولايات المتحدة الأمريكية في سوريا في الأيام الأخيرة الفائتة، وسط تبادل الاتهامات بين الجانبين حول خرق بروتوكولات “منع التصادم” في سوريا الموقعة بينهما عام 2015.
وفي هذا الصدد، أكدت القوات الجوية في القيادة المركزية، أمس الجمعة أن ثلاث مسيّرات أمريكية من طراز “أم كيو 9” تعرضت لمضايقات من مقاتلة روسية فوق سوريا، الجمعة.
وقال قائد القوات الجوية في القيادة المركزية، الجنرال أليكس غرينكيويتش في بيان: “إن المواجهة استمرت ساعتين اقتربت فيها المقاتلة الروسية 18 مرة اقتراباً غير احترافي من المسيّرات “ما استدعى الاستجابة منها لتجنب الأوضاع غير الآمنة”، داعياً روسيا إلى العودة إلى معايير وقواعد سلاح الجو، وفق ما نقلته قناة “الحرة” الأمريكية.
كما أعلن غرينكيويتش، يوم الخميس 6 تموز الجاري أن مقاتلة روسية ألقت قنابل مضيئة وحلقت بالقرب من المسيّرة تحليقاً خطراً مما هدد سلامة جميع المقاتلات المعنية، واصفاً ما حدث بأنه “تصرفات روسية غير مهنية وغير آمنة”.
من جهته، أكد نائب رئيس مركز المصالحة الروسي أوليغ غورينوف، أن أنظمة توجيه المسيّرات الأمريكية في سوريا تُظهر تأثيراً في الطائرات الروسية ما قد يؤدي إلى تشكيل تلقائي لأنظمة الدفاع الجوي بالطائرة، وقال: “إن ما يستدعي القلق بصورة خاصة، هي تلك الحقائق التي سجلها طيارو سلاح الجو الروسي في التدريبات عن تأثير أنظمة التوجيه الإلكترونية للطائرات المسيّرة الأمريكية، التي تؤدي إلى التشغيل التلقائي لأنظمة الدفاع المحمولة على متن الطائرات الروسية”.
وأضاف أن “الجانب الروسي يسجل مرة أخرى، انتهاكات منهجية لبروتوكولات عدم التضارب المتعلقة برحلات الطائرات دون طيار، من التحالف الدولي الذي تقوده الولايات المتحدة الأمريكية” موضحاً أنه “سجّلت في يوم واحد 9 خروقات، جميعها في المنطقة المغلقة أمام الرحلات الجوية على خلفية إجراء مناورات روسية – سورية مشتركة في شمالي سوريا”.
بدوره وصف سفير موسكو لدى واشنطن أناتولي أنتونوف، اتهامات البنتاغون لروسيا بالتصرف “غير المهني” في الأجواء السورية، بأنها “تتجاوز حدود اللياقة”، مشيراً إلى أن تهجمات واشنطن المنتظمة على تحركات قوات الجو الفضائية الروسية في سوريا “عارية من المنطق” وقال: “الأمريكيون أنفسهم ينتهكون قواعد السلامة في الأجواء السورية يومياً”.
وتتزامن هذه التوترات الروسية- الأمريكية في سوريا مع مناورات عسكرية جوية روسية- سورية، انطلقت يوم الخميس 6 تموز ومن المفترض أن لغاية منتصف الشهر ذاته.
كما تزامنت هذه المناورات مع أخرى تجريها القوات الأمريكية مع “قوات سوريا الديمقراطية” شرقي سوريا ومع “جيش سورية الحرة” جنوبي البلاد.
يشار إلى أنه في الآونة الأخيرة نشرت كل من موسكو وواشنطن بيانات عدة تتعلق بانتهاك اتفاقية بروتوكولات “منع التصادم” بين الجانبين، كما حذّرت روسيا من تحركات “استفزازية” قد تجريها الولايات المتحدة الأمريكية في سوريا.