عانت العاصمة دمشق منذ سبع سنوات مضت من ويلات الحرب من تفجيرات واستهدافات شبه يومية بالقذائف الصاروخية، إلى أن بدأت مرحلة جديدة بعدما شنت القوات السورية عملية عسكرية استعادت خلالها السيطرة على الغوطة الشرقية بأكملها، وما كان من فصائل المعارضة إلا الانسحاب وتوقيع اتفاق مع الجانب الروسي يقضي بخروجهم باتجاه الشمال السوري بعد ما يقارب شهر واحد من بدء العملية، وبعدها مباشرة انتقلت وجهة القوات السورية إلى جنوبي العاصمة، فأعلنت بعد واحد وثلاثين يوماً منطقتي الحجر الأسود ومخيم اليرموك خاليتان من تنظيم “داعش” و “جبهة النصرة” وحلفائها .
هذه الأحداث جعلت دمشق وريفها بأكملها خالية من أي وجود مسلح، فبعد هذا التغير الميداني في سوريا ما هي الخطة العسكرية المقبلة؟
صحيفة “الشرق الأوسط” السعودية نقلت عن مصادرها أن الوجهة التالية ستكون الجنوب السوري، حيث قالت:
“تتجه الأنظار إلى الجنوب السوري بعد استعادة القوات السورية وحلفائها كامل محافظة دمشق وريفها، فبعد تداول معلومات عن انسحاب قوات حليفة للحكومة السورية من بعض مناطق محافظة درعا جنوبي سوريا، باتجاه القطع العسكرية التابعة لها بأقصى شمال المحافظة وإلى العاصمة دمشق، تبين أنها مجرد عملية إعادة تموضع، وأفيد يوم أمس عن حركة لافتة للقوات السورية في ريف درعا بالتزامن مع تصاعد التهديدات الروسية لعناصر جبهة النصرة في المنطقة”.
وأكدت صحيفة “الثورة” السورية أن الوجهة المقبلة تستند إلى مجموعة معطيات، مشيرة إلى أن الأيام القادمة ستشهد تطورات ميدانية كبيرة، فورد فيها:
“قد تكون خطط التحرك العسكرية من محظورات التعاطي والتداول العلني على المستوى العملياتي والعسكري، فالقيادات العسكرية الميدانية تضع أولويات التحرك وفق تسلسل المخاطر والضرورات والمستجدات، لكن رؤية المتابعين والمحللين تستند إلى معطيات ومعلومات يتم البناء عليها في الحديث عن توقعات أو احتمالات وصولاً لمرحلة الجزم في بعض الأحيان.. هكذا ستحمل الأيام القادمة تطورات ميدانية وسياسية، قد تستدعي تدخلات ومحاولات لنقل الإرهابيين في تلك المناطق إلى أماكن أخرى وخاصة التنف والشمال السوري بانتظار توظيفهم في مهمة جديدة”.
أما صحيفة “الجمهورية” اللبنانية، فأطلقت على المرحلة المقبلة في سوريا بعد هذه المتغيرات اسم “الحرب الجديدة” فنشرت في صفحاتها:
“إنّ كل التقارير الديبلوماسية والعسكرية تتحدث عن سيناريوهات مختلفة توحي بالحرب الجديدة المتوقعة شكلاً ومضموناً، فلا يجمعها بالجولات السابقة منها سوى أنّ الأراضي السورية هي مسرحها بطول مساحتها وعرضها”.
أجمعت الصحف العربية الواردة أن المرحلة المقبلة في سوريا ستكون مختلفة عما سبقها، لافتة إلى أن المتغيرات الميدانية الجديدة لا يمكن اعتبارها متغيرات عابرة فالعاصمة السورية وريفها باتت بأكملها تحت سيطرة القوات السورية، وهذا الإجماع يعتبر دليل على أن إمكانيات القوات السورية في هذه المرحلة تختلف عن المرحلة السابقة.