أثر برس

استهدافات يومية للقواعد الأمريكية في سوريا والعراق.. معادلات جديدة تُطرح في المنطقة

by Athr Press Z

خاص|| أثر برس منذ تاريخ 18 تشرين الأول الفائت باتت الاستهدافات التي تطال القواعد الأمريكية في سوريا والعراق يومية، وأكدت وزارة الدفاع الأمريكية في آخر إحصائية لها أن عدد الإصابات في صفوف قواتها المنتشرين في تلك القواعد تجاوز الـ60 إصابة.

المقاومة العراقية أعلنت إعلاناً مباشراً في 18 تشرين الأول أنه منذ ذاك التاريخ ستكون القواعد الأمريكية في سوريا والعراق، هدفاً مشروعاً لها نتيجة الدعم العسكري الأمريكي المُقدّم للكيان الإسرائيلي في تصعيده ضد قطاع غزة، وبعد ثلاثة أيام من بدء هذه الاستهدافات أعلن وزير الدفاع الأمريكي لويد أوستن، أنه أمر بإعادة حاملة الطائرات “يو أس أس أيزنهاور” إلى منطقة عمليات القيادة الوسطى، بعد أن أمر بإرسالها إلى سواحل فلسطين المحتلة لدعم جيش الاحتلال.

خصوصية الاستهدافات للقواعد الأمريكية في سوريا

عد ساعات من انطلاق عملية طوفان الأقصى في 7 تشرين الأول الفائت، بدأ يدور الحديث عن احتمال توسّع التصعيد ووصوله إلى سوريا التي يتمركز فيها عدد من القواعد الأمريكية.

وفي هذا الصدد لفت الخبير العسكري السوري العميد تركي الحسن في حديث لـ”أثر” إلى أن “محور المقاومة قرر أن تكون الجبهات كلها مشاركة في درجات معينة، فمركز العدوان هو غزة تليها الضفة الغربية ثم جنوب لبنان، والساحة السورية تتم تهيأتها باستهداف نقاط في الجولان السوري المحتل ببعض الصواريخ والطيران المسيّر”، أما فيما يتعلق بالقواعد الأمريكية، أوضح العميد تركي الحسن أن “القوات الأمريكية في سوريا تُصنّف أنها قوات احتلال، والولايات المتحدة هي دولة مشاركة في الحرب على غزة بل هي من يقودها، وفي هذا الإطار قرر محور المقاومة أن تكون هناك ساحة واحدة مشتركة وهي الساحة العراقية- السورية نتيجة وجود قواعد للاحتلال الأمريكي على الأراضي العراقية والسورية”.

ماذا عن الرد الأمريكي؟
حدث أول رد أمريكي على هذه الاستهدافات فجر 27 تشرين الأول الفائت، وذلك باستهداف مواقع تابعة لقوات رديفة للجيش السوري في منطقة المزارع بمحيط مدينتي الميادين والبوكمال بهجوم نُفّذ بوساطة طائرتي إف16، ولفتت مصادر “أثر” حينها إلى أنه لم ينجم عن هذا الهجوم أي خسائر بشرية، وتبع هذا الاستهداف الأمريكي استهدافان آخران أحدهما في مدينة الميادين، وآخر حصل جنوب شرقي مدينة البوكمال ضمن الأراضي العراقية، وأودى بحياة 3 من قوات الحشد الشعبي العراقي، وعلّق اللواء علي مقصود، في حديث لـ”أثر” على هذا الرد الأمريكي بقوله: “الاستهدافات الأمريكية لا تعادل ما لحق بالمواقع الأمريكية مادياً وبشرياً، وأنا أقول إن الرد الأمريكي جاء ليحفظ ماء الوجه”، موضحاً أن “الجانب الأمريكي بدأ يعيد حساباته ويبعث برسائل لإيران ولسوريا طالب فيها بوقف التصعيد”.

وفي هذا السياق، أفادت صحيفة “نيويورك تايمز” الأمريكية في منتصف تشرين الثاني الجاري بأن الرئيس الأمريكي جو بايدن، رفض في الأسابيع الأخيرة خيارات القصف “الأكثر عدوانية” التي اقترحها البنتاغون، للرد على الهجمات التي تطال القواعد الأمريكية، وذلك خوفاً من إثارة صراع أوسع في المنطقة، وأشارت الصحيفة إلى أن “بايدن واجه انتقادات كبيرة من الجمهوريين في الكونغرس الأمريكي، الذين عدوا أن رد البيت الأبيض المحدود لم يؤد إلا إلى هجمات أكثر تكراراً وأكثر خطورة ضد القوات الأمريكية في المنطقة”.

ما مآلات هذا التصعيد؟

أكدت حركات المقاومة في المنطقة أن التصعيد مرتبط بالإجراءات “الإسرائيلية والأمريكية”، وأشار في هذا الصدد العميد تركي الحسن في حديث لـ”أثر” إلى التوترات التي تشهدها منطقة الشرق السوري -حيث تتمركز القواعد الأمريكية- نتيجة الاشتباكات بين قوات العشائر العربية من جهة والحليف الرئيسي لواشنطن في تلك المنطقة “قوات سوريا الديمقراطية- قسد” من جهة أخرى، وقال: “أجد أن المنطقة يمكن أن تتجه إلى تصعيد أكثر فأكثر، وهذا الأمر يعتمد على الرد الأمريكي، إذا قامت أمريكا بردات كبيرة سيكون هناك أيضاً استهدافات أكبر لأن المقاومة أعلنت أن لديها أسلحة متطورة، وفي حال التصعيد يمكن الاستفادة من السلاح الموجود لدى القوات السورية على ضفاف الفرات سواء من خلال راجمات الصواريخ أو من خلال سلاح المدفعية والهاون”.

أما في حال انتهى التصعيد في قطاع غزة، فتشير التقديرات إلى أن هذه الهجمات المكثفة على القواعد الأمريكية كشفت قدرات جديدة لمحور المقاومة، سواء فيما يتعلق بالأسلحة المّستخدمة أم فيما يتعلق بالمواقع التي وصلت إليها، إذ أكدت مصادر “أثر” أن حملة الهجمات التي طالت القواعد الأمريكية في سوريا منذ 18 تشرين الأول، طالت القواعد الأمريكية كلها في سوريا، ففي هذه الحملة كانت القاعدة الأمريكية في “تل بيدر” بالحسكة تتعرض لأول هجوم منذ أن أنشأتها القوات الأمريكية، وباستهدافها تمكنت المقاومة من استهداف القواعد الأمريكية كافة في شرقي سوريا.

وأشار في هذا السياق قال العميد تركي الحسن: “لا أظن أن هذه الاستهدافات ستتوقف بعد الحرب على غزة، فنحن من حقنا طرد الاحتلال من الأراضي السورية وبالتالي علينا أن نبقي هذه الاستهدافات سواء كانت من قبلنا أو بمشاركة المقاومة العراقية”.

يشار إلى أن مسؤولين في وزارة الدفاع الأمريكية أكدوا أن الإدارة الأمريكية تتعرض لضغوط من قبل أعضاء الكونغرس، بسبب هذه الاستهدافات لافتين إلى أن وزارتهم اعتمدت استراتيجية غير متماسكة لمواجهة هذه الهجمات، وقال أحد المسؤولين: “لا يوجد تعريف واضح لما نحاول ردعه” وفق ما نقلته صحيفة “واشنطن بوست” الأمريكية.

زهراء سرحان

اقرأ أيضاً