أثر برس

استهداف ميناء اللاذقية.. بين التبرير الروسي والذريعة “الإسرائيلية”

by Athr Press Z

حجم الأضرار التي تسببت بها الغارة الإسرائيلية على ميناء اللاذقية أثارت غضب الشارع السوري، وبحسب محللين “إسرائيليين” فإن هذا الاستهداف وهو الثاني من نوعه فهو تحوّل كبير في قواعد اللعبة، وأمام هذا الحدث ونتائجه تم تسليط الضوء على غياب أي تحرك من روسيا ضد هذه الغارة التي وقعت على بعد ما يقارب 20 كيلومتر من قاعدتها في حميميم التي تحوي على أحدث أنظمة الصواريخ لا سيما منظومة S300 التي يبلغ مداها 500 كلم.

وكالة “رياليست” الدولية التي تُبث باللغتين العربية والروسية نشرت تحليلاً حول هذا الحادث:
“لا أحد يشكك بقدرة روسيا على ضبط الأوضاع السياسية والعسكرية في مناطق وجودها، فإذا كانت تنسق مع إيران بملفات أخرى، لماذا تهمل الملف السوري، فإذا كانت الرواية الإسرائيلية تتحدث عن اتهام إيران بإرسال شحنات أسلحة، فهناك عشرات الطرق الحدودية المؤدية إلى العمق اللبناني، ومن غير المعقول استخدام مرفأ مدني تجاري لنقل أية أسلحة حتى وإن كانت قادمة بالبحر، فهي ستمر عبر مناطق نفوذ الغرب في سواحل عمان ومضيق هرمز، قبل وصولها إلى سوريا، ما يضعف الرواية الإسرائيلية التي تريد تدمير الميناء لشل البلاد كلياً، وبالتالي على روسيا تحديد موقفها الصريح من العدوان على ميناء اللاذقية، فهل تمنح الإسرائيلي الإذن أم هي غافلة عما يقوم به؟”.

وفي “الأخبار” اللبنانية جاء:
“لا يمكن النظر إلى العدوان الإسرائيلي الثاني من نوعه الذي يستهدف ميناء اللاذقية، على أنه مجرّد عدوان تكتيكي، حيث يُظهر حجم القوّة التي استُعملت هذه المرّة، والتي كانت كبيرة إلى درجة خلّفت حرائق استمرّت عمليات إطفائها لأكثر من 11 ساعة، وأضراراً في المباني المحيطة بالميناء ومن بينها مستشفى خاص، والطريقة التي نُفّذت بها العملية، تصاعداً في المحاولات الإسرائيلية المتتابعة لضرْب التحالف التجاري الاستراتيجي بين سوريا وإيران، والذي يشكّل الميناء الحجرَ الأساسَ فيه”.

أما صحيفة “رأي اليوم” اللندنية فنشرت مقالاً أشارت فيه إلى التبرير الروسي:
“الذّريعة الإسرائيليّة لمِثل هذه الهجمات العُدوانيّة هو ضرب حاويات أسلحة وصواريخ إيرانية، حسب ادّعاءات ومزاعم صحافيّة، ولكن السّبب الحقيقي في رأينا هو استِفزاز سوريا ودفعها إلى الرّد، الأمر الذي قد يُؤدّي إلى غزو إسرائيلي شامل ومُوَسَّع.. التّبرير الروسي لهذا التّخاذل والعُقوق في الرّد مُخجل قبل أن يكون غير مُقنع”.

يبدو أن الحضور الروسي القوي في سوريا لا سيما العسكري منه وإنشاء قاعدة حميميم في ريف اللاذقية التي يتم تطويرها وتحديثها باستمرار والتي تم تصنيفها كأهم قاعدة عسكرية روسية في الشرق الأوسط وأنها نقطة قوة لموسكو في مواجهة حلف الناتو، وتأكيد المسؤولين الروس على أن بلادهم تمكنت من خلق حالة توازن في تحالفاتها في الشرق الأوسط، جميعها نقاط تفرض على روسيا مسؤولية معينة عند تعرض سوريا لاعتداءات متكررة من قبل حلفاء موسكو.

أثر برس

اقرأ أيضاً