أثر برس

اشتبـ.اكات وقصـ.ف وقـ.ـتلى بين الفصائل.. “أثر” يكشف تفاصيل ما حدث بعد اغتـ.ـيال الناشط “أبو غنوم” في “الباب” شمال شرقي حلب

by Athr Press A

خاص|| أثر برس شهدت مدينة الباب الخاضعة لسيطرة أنقرة والفصائل الموالية لها شمال شرقي حلب، فجر اليوم الثلاثاء، اشتباكات عنيفة بين فصيل “الفيلق الثالث” التابع لـ “الجيش الوطني” من جهة، ومسلحي “فرقة الحمزة”، إحدى أهم وأبرز رؤوس الحربة التي تعتمدها القوات التركية في عملياتها العسكرية.

وجاءت الاشتباكات بعد حملة واسعة نفذتها أعداد كبيرة من مسلحي “الفيلق الثالث” تنفيذاً مباغتاً ومتزامناً، نحو المقرات العسكرية كافة التابعة لـ “الحمزة” في مدينة الباب، إذ استخدم الطرفان الأسلحة الثقيلة والمتوسطة، وسط عمليات قصف متبادلة بالقذائف الموجّهة التي خلّفت في نتيجتها خسائر واسعة بمنازل وممتلكات قاطني المدينة.

وتمكن مسلحو “الفيلق الثالث” مع حلول صباح اليوم، من السيطرة على مقرات “الحمزة” في الباب، واعتقال عدد كبير من مسلحيها، على حين لاذ بقية مسلحي الفرقة بالفرار نحو بلدة “بزاعة”، قبل أن يبادروا إلى تنفيذ رمايات مدفعية مكثفة عشوائياً نحو عموم مدينة الباب، وهذا أدى إلى فقدان مدني لحياته، وإصابة ثلاثة آخرين بجراح متفاوتة، وألحق مزيداً من الأضرار المادية بممتلكات الأهالي، بحسب ما أفادت به مصادر محلية لـ “أثر برس”.

وأشارت المصادر إلى أن الحملة التي نفذها “الفيلق الثالث” بقيادة “الجبهة الشامية” نحو مقرات “فرقة الحمزة”، كانت نتيجة ثبوت مسؤولية الفرقة عن اغتيال الناشط الإعلامي “محمد عبد اللطيف” الملقب بـ “أبو غنوم”، الذي قُتل قبل أربعة أيام مع زوجته الحامل، على يد أشخاص مجهولين أطلقوا الرصاص من بنادقهم نحو الدراجة النارية التي استقلها وسط المدينة.

وأثار اغتيال “أبو غنوم” موجة من الغضب بين أوساط القاطنين في مناطق سيطرة أنقرة وفصائلها عموماً، وضمن مدينة الباب على وجه الخصوص، في ظل الشعبية الكبيرة التي كان يحظى بها وخاصة بين أهالي المدينة، الذين سارعوا بعد عملية الاغتيال إلى الخروج في مظاهرات احتجاجية واسعة منددة بسوء الواقع الأمني، وطالبوا فيها الكشف عن المتورطين ومحاسبتهم.

وفي ظل الضغط الشعبي الكبير، فتحت قيادة “الجيش الوطني” تحقيقاً موسعاً اعتمدت فيه على سجلات بيانات كاميرات المراقبة، وحددت هوية الشخصين اللذين نفذا عملية الاغتيال واختبأا لاحقاً في أحد مقرات “الحمزة” بالمدينة، إذ أرسلت قوات عسكرية كبيرة داهمت المقر وألقت القبض على أحد المتورطين، وإصابة الآخر بجراح بليغة استدعت نقله إلى المشفى.

التحقيق مع المقبوض عليه أوضح أن عملية اغتيال “غنوم” تمت بتوجيهات من قيادة “الحمزة”، وتحديداً من القيادي “أبو سلطان الديري”، وهذا دفع “الفيلق الثالث” إلى مهاجمة مقرات الفرقة كافة في مدينة الباب فجر اليوم والسيطرة عليها بعد معارك عنيفة بين الطرفين، على الرغم من إصدار الفرقة بياناً عبرت فيه عن أسفها عن الحادثة، مؤكدة استعدادها للتعاون التام مع قيادة “الجيش الوطني” وتقديم المطلوبين للعدالة.

ولم ترد أي معلومات مؤكدة عن أسباب اغتيال “أبو غنّوم”، غير أن مصادر “أثر” من مدينة الباب، قالت: “إنّ السبب الرئيس للاغتيال يعود إلى نشر القتيل في الآونة الأخيرة عدد من قضايا الفساد والممارسات المسيئة التي ينفذها مسلحو “الحمزة”، وخاصة المنحدرين من ريف دير الزور، بحق أهالي المدينة.

على حين كشفت المصادر عن تعرض “أبو غنوم” في الأشهر الماضية إلى عدد من التهديدات بالقتل في حال استمراره بنهج محاربة “الفرقة”.

وتندرج حادثة مقتل “أبو غنوم” ضمن مظاهر الانفلات الأمني الكبير الذي تعيشه مناطق سيطرة فصائل أنقرة عموماً في ريف حلب الشمالي، والمتمثلة في عمليات الاغتيال والتفجيرات والصراعات الداخلية المستمرة بين صفوف مسلحي الفصائل، لأسباب تتعلق غالبيتها بالخلاف على تقاسم المسروقات ومناطق النفوذ.

زاهر طحان – حلب

اقرأ أيضاً