تفاقمت في الأيام الأخيرة التوترات ضد اللاجئين السوريين في لبنان، إذ تعرض عدد منهم لاعتداءات جسدية ولفظية من قبل لبنانيين، كما تم الاعتداء على ممتلكاتهم من محال تجارية وسيارات وغيرها، وفق ما ظهر في مقاطع مصورة انتشرت على مواقع التواصل الاجتماعي، وذلك بعد مقتل منسق قضاء جبيل في حزب “القوات اللبنانية” باسكال سليمان على يد عصابة سرقة مؤلفة من مجموعة سوريين.
واهتمت وسائل الإعلام العربية والأجنبية بهذه التطورات وتبعاتها، وفي هذا الصدد لفتت صحيفة “الشرق الأوسط” إلى أنه “منذ يوم الاثنين 8 نيسان الجاري يلازم القسم الأكبر من السوريين الأماكن التي يعيشون فيها، ولم يتوجه قسم كبير إلى عمله، فبدا أحد الشوارع الذي يعجّ بالمطاعم في منطقة الحازمية (جبل لبنان) خالياً تماماً من موظفي ركن السيارات الذين عادةً يتهافتون على ركنها. كذلك أوقف بعض المطاعم خدمة الدليفري نتيجة غياب عمالها وكلهم من السوريين”.
وحول موقف الدولة اللبنانية مما يجري، نقلت “الشرق الأوسط” عن مصادر أمنية لبنانية تأكيدها أن “القوى الأمنية اللبنانية تجد نفسها مُحرَجة في التعامل مع هذا الملف، بحيث إنها غير قادرة على توقيف المعتدين على السوريين على الطرقات خشية أن يؤدي ذلك إلى أزمة كبيرة مع اللبنانيين في الشارع، باعتبار أن هناك نقمة شعبية عارمة على اللاجئين السوريين”.
كما لفت مقال نشره موقع قناة “الحرة” الأمريكية إلى أن “رحلة الخوف والقلق بدأت بالنسبة للسوريين المقيمين في مناطق برج حمود وسن الفيل وجبيل وسد البوشرية وذوق مصبح وغيرها من المناطق قبل حلول المهلة، نتيجة الاعتداءات على بعضهم من قبل شبان غاضبين إثر مقتل سليمان، فقد اضطر بعض السوريين إلى جمع حاجياتهم وإغلاق محالهم التجارية ومغادرة منازلهم من دون معرفة مصيرهم، فيما إن كانت مغادرة نهائية لهذه المناطق أم مؤقتة”.
بدوره، لفت موقع قناة “DW” الألمانية إلى أن “الجريمة أظهرت مستوى التوتر في لبنان، وردود الفعل السريعة في الشارع أظهرت الجزء الظاهر من جبل الجليد في الانقسام والكراهية ضد السوريين، فهناك مليونا لاجئ سوري يعيشون في لبنان منذ اندلاع الحرب في سوريا عام 2011، وذلك بحسب مصادر رسمية لبنانية، ويعيش أغلبهم في أوضاع صعبة ويمارسون أعمالاً شاقة ويمكن مشاهدتهم في كل شوارع المدن اللبنانية خصوصاً في العاصمة بيروت، ويخشى كثير منهم أن يصبحوا كبش فداء للصراع القائم بين القوى السياسية اللبنانية”.
وأصدرت السفارة السورية في لبنان بياناً أدانت فيه جريمة قتل سليمان، واستنكرت الاعتداءات على السوريين في لبنان، مؤكدة أنها تتابع أوضاع السوريين الذين تم الاعتداء عليهم.
وشددت السفارة السورية في بيانها على موقف الدولة السورية من عودة اللاجئين السوريين إلى بلادهم، وقالت: “تؤكد السفارة على موقف الجمهورية العربية السورية من ملف النزوح وأن سوريا كانت ولا تزال مع عودة أبنائها إلى بلادهم، وهي لا تدخر جهداً لتسهيل هذه العودة، والحكومة اللبنانية على معرفة ودراية بهذا الأمر” مضيفة أن “ما يعيق عودة السوريين إلى بلادهم هو تسييس ملف النزوح من قبل الدول المانحة وبعض المنظمات الدولية المعنية بملف النازحين واللاجئين، وكذلك الإجراءات القسرية الأحادية المفروضة على الشعب السوري، والتي تشمل آثارها السلبية المواطن السوري واللبناني”.
يشار إلى أن اللاجئين السوريين في لبنان يتعرضون باستمرار لحملات ضدهم، وكان آخر هذه الحملات في الأسبوع الأول من نيسان الجاري، إذ أعدت شركة Phenomena للإعلانات حملة تحت شعار “تراجعوا عن الضرر قبل فوات الأوان” تستهدف اللاجئين السوريين، وتطالب اللبنانيين بالاتحاد والتحرك بمسؤولية لتصحيح الوضع بشكل عاجل، بعدما تخطت نسبتهم الـ40 في المئة من السكان، وفق ما نقلته قناة “الحرة” الأمريكية.