منذ أن اعترف الرئيس الأمريكي دونالد ترامب بـ”السيادة الإسرائيلية” على الجولان السوري المحتل، بدأت بعض الدول العربية والغربية بالإدانات، والمجتمع الدولي أكد على أن القرار ينافي قوانينه، إضافة إلى ما كشفه “الداخل الإسرائيلي” عن خلفيات هذا القرار، إذ أن الصحف العبرية والمسؤولين “الإسرائيليين” والمحللين لا زالوا يكشفون المزيد عن خلفيات هذا القرار.
وفي هذا السياق سلطت صحيفة “آي” البريطانية الضوء على الطريقة التي تعاملت معها وسائل الإعلام الأجنبية والعبرية مع هذا القرار، فنشرت:
“مسار السلام في الشرق الأوسط مات منذ سنوات، والولايات المتحدة منحت اليوم دعمها الكامل والعلني للجانب الإسرائيلي في آخر الحروب الاستعمارية في العالم.. أشارت وزارة الخارجية الأمريكية بصورة مفاجئة إلى الجولان الخاضع للسيطرة الإسرائيلية بدل المحتل فإننا نتوقع ما الذي ستفعله وسائل الإعلام، لكن لحسن الحظ هناك من الصحفيين الإسرائيليين والنشطاء من يتحلون بالشجاعة ويرفضون هذه المهازل”.
أما صحيفة “إسرائيل اليوم” العبرية فكشفت مزيداً من الخفايا، حيث جاء فيها:
“هناك رابط بين قرار الانسحاب الأمريكي من سوريا وإعلان ترامب الاعتراف بسيادة إسرائيل على الجولان، حيث طلب نتنياهو من ترامب تعويض إسرائيل عن خطوة الانسحاب من خلال الاعتراف بالجولان”.
وفي ظل الحديث عن أن هذا القرار الأمريكي جاء لخدمة رئيس الحكومة الإسرائيلية “بنيامين نتنياهو”، أشارت صحيفة “كومير سانت” الروسية إلى مشاكل وعقبات تذيب قيمة هذا القرار بالنسبة للكيان الإسرائيلي إن وجدت، فقالت:
أطلقت صفارات الإنذار في المنطقة الواقعة شمال تل أبيب، نتيجة الهجمة الصاروخية من قطاع غزة على إسرائيل، الاثنين، أصيب سبعة أشخاص، عكر ذلك فرحة نتنياهو باعتراف الولايات المتحدة بالسيادة الإسرائيلية على مرتفعات الجولان.. المعارضون السياسيون لبنيامين نتنياهو ورئيس الأركان الإسرائيلي السابق بيني غانتس، اتهموا رئيس الحكومة بالفشل في ضمان أمن الإسرائيليين وقلة الحزم”.
واضح أن هذا القرار الأمريكي لم يقدم شيء لـ”إسرائيل” ولا للولايات المتحدة، وجل ما أراده ترامب هو كسب رضا “إسرائيل” والتقرب منها أكثر، لكن يبدو أن أمريكا ورطت نفسها في هذا القرار، فألغي دور أمريكا في عملية السلام، ووُجهت إليها الكثير من الانتقادات والتنديدات من حلفاءها، إضافة إلى إعادة تأكيد الدولة السورية على إصرارها على استعادة الجولان السوري المحتل، وكذلك الأمر بالنسبة لحلفاءها الذين يصرون على مساعدة الدولة السورية بتحقيق أهدافها.