تشهد المنطقة التي تسيطر عليها “هيئة تحرير الشام (جبهة النصرة وحلفاؤها)” حالة توترات أمنية تتمثل بحملات اعتقال تشنها “الجبهة” بحق مسلحي “حراس الدين”، ومظاهرات مدنية ضد ممارسات “جبهة النصرة” تواجهها الأخيرة بإطلاق النار لتفريق المتظاهرين.
وفي هذا الصدد نقلت صحيفة “الشرق الأوسط” عن مصادرها أن “النصرة” تعمد إلى تنفيذ اعتقالات شبه يومية، تستهدف عناصر وقياديين من تنظيم “حراس الدين” وغيره من الكتائب الجهادية المتناثرة ضمن مناطق سيطرتها، غالبيتهم من جنسيات غير سورية.
وأفاد “المرصد” المعارض بأن “النصرة” بدأت بإرسال رسائل غير علنية للجهاديين من جنسيات غير سورية والمتواجدين في مراكز المدن ضمن محافظة إدلب تحثهم على المغادرة إلى خارجها، بالإضافة إلى استمرار مضايقة العناصر عند مرورهم من حواجزها، فضلاً عن طردهم من منازل كانوا قد استولوا عليها سابقاً في مدينة إدلب، مؤكداً أن “النصرة” طلبت من شرعيين وجهاديين من جنسيات غير سورية متواجدين ضمن مناطق سيطرتها مغادرة الأراضي السورية في حال أُتيحت لهم الفرصة لذلك.
ولا تقتصر التوترات الأمنية على اعتقالات “النصرة” للجهاديين، بل تمتد هذه التوترات إلى تجمعات مدنية، حيث شهد الأسبوع الفائت العديد من الوقفات الاحتجاجية ضد “جبهة النصرة” إحداها كانت بتاريخ 8 شباط الجاري، للمطالبة بالثأر لشاب يدعى عدنان محمود الحجازي، الذي وجِد مقتولاً في منزله في مدينة أريحا بحماة، حيث تجمّع الأشخاص في ساحة “السبع بحرات” بمدينة إدلب، بعد تحركهم من بلدة سرمدا ومحيطها، بهدف الوصول إلى مدينة أريحا بريف إدلب الجنوبي، وسط إطلاق نار كثيف بالهواء، ما أثار الرعب والذعر بين المدنيين.
وكذلك بمدينة أطمة في ريف إدلب خرج متظاهرون بتاريخ 11 شباط الجاري احتجاجاً على ممارسات “النصرة بحقهم، مطالبين بخروجها ومتزعمها “أبو محمد الجولاني” من مناطقهم، فيما أقدمت “النصرة” على تفريق المتظاهرين بإطلاق النار عليهم، فيما شكّل المتظاهرون مجموعات ودعوا من خلالها إلى المزيد من التظاهر.
وفي سياق الحديث عن انتهاكات “جبهة النصرة” أكد ناشطون على مواقع التواصل الاجتماعي أنه بتاريخ 10 شباط الجاري أطلق مسلحو “النصرة” النار باتجاه عدد من الأطفال والنساء على الحدود الإدارية بين أطمة بريف إدلب، ودير بلوط التابعة لعفرين.
وفي ظل هذه الظروف الأمنية والاحتجاجات يؤكد المحللون على أن “أبو محمد الجولاني” مستمر بمشروعه الهادف إلى إظهار تنظيم “جبهة النصرة” على أنه تنظيم معتدل ليحافظ على وجوده في مناطق شمالي غربي سوريا، وذلك من خلال إلغاء وجود باقي التنظيمات الجهادية من تلك المحافظة، والإقدام على ممارسات تُظهره كشخصية معتدلة، كالتجول بين المدنيين في المطاعم والأسواق، وإطلاق حملات إنسانية لا سيما في مخيمات الشمال السوري والتي يسيطر عليها بالأساس تنظيم “جبهة النصرة” إلى جانب تركيا.