تعتبر قراءة القصص أحد أهم الأنشطة التي من الضروري أن يشجع الآباء والأمهات أطفالهم على القيام بها، ليس لأنها تطور المفردات والمهارات اللغوية لديهم، أو لأنها مسلية وتحفز على التفكير وضرورية للنجاح في الحياة فيما بعد فحسب، بل لأنها بوابة للتعلم عن أشخاص آخرين وأماكن أخرى وأفكار جديدة بإمكانيات غير محدودة تساعد على دعم التقارب بين الوالدين والأبناء وتعزيز تعاطفهم مع المحيطين بهم.
كما تنمي قراءة القصص لطفلك قبل النوم من قدراته وذكاءه، فضلاً عن أنها تجعله يحب القراءة ويعتاد عليها منذ صغره ويتميز على أقرانه ممن لا يقرأون وبالتالي يصبح سابق سنه.
ومن خلال دراسة أجراها علماء مختصون تبين أن القراءة مفيدة لنمو اللغة لدى الأطفال وضرورية له منذ ولادته لتعزيز التعلم المبكر لديه، مع خلق تطورات اللغة في دماغ الطفل، كما أنها تخلق لديه قدرة على الانتقاد والفهم في سن مبكر.
وأوضح أحد الباحثين من الذين أجروا الدراسة جون هوتون: “مسرورون لاكتشاف تأثير القراءة لأول مرة بالأبحاث العلمية، على تطور دماغ الطفل، في مرحلة ما قبل الروضة أو الحضانة”.
ولفت إلى أن القصص المصورة تدعم ربط الطفل بين الكلام والصورة كما أنها تمكنه من معرفة وفهم القصة من الصور، حيث يمكن للأم شراء الكتب المصورة الكبيرة، التي تدعم أيضاً حاسة اللمس لدى طفلها، فيمكنه أن يقرأ الصور ويلمسها بيديه ويفرق بين الأشياء المختلفة.
كما أكد العلماء على أن قراءة الآباء وقت النوم تساعدهم على الشعور بالتقارب العاطفي والجسدي مع أطفالهم، خصوصاً إذا كانوا مضطرين لقضاء اليوم كله بعيداً في العمل، مشددين على ضرورة تغذية حب الطفل للكتب في سن مبكرة، حيث تعتبر القراءة بصوت عال في سن صغيرة وسيلة رائعة لتعزيز مهارات التواصل اللغوي بين الوالدين والطفل.