خاص|| أثر برس
ما تزال المولدات الكهربائية أو ما تعرف في مدينة حلب بـ “الأمبيرات”، تستبيح أموال المواطنين القاطنين في أحياء شرق المدينة وتكبّدهم أعباء معيشية إضافية، في ظل استمرار انعدام التغذية الكهربائية لمعظم تلك الأحياء.
/1700/ ليرة سورية بات يتوجب على أهالي الأحياء الشرقية دفعها أسبوعياً لأصحاب مولدات “الأمبير” بغية “التنعّم” بإنارة خفيفة تضيء منازلهم لعشر ساعات في اليوم فقط، مدة تشغيل المولدات في اليوم الواحد، دون حساب باقي الأدوات والأجهزة الكهربائية كـ “التلفزيونات والبرادات والغسالات” التي يضطر الراغبون باستخدامها إلى الاشتراك بثلاثة “أمبيرات” فما فوق، أي /5100/ ليرة في الأسبوع، لتصل القيمة الشهرية المتوجب دفعها على الأسرة إلى أكثر من /20/ ألف ليرة سورية.
يقول “أبو وليد” من سكان حي بستان القصر لـ “أثر برس”: “بعد خروج المسلحين من حينا، سارعنا للعودة إلى منازلنا بعد أن تجرعنا مرارة النزوح جراء الأحداث التي عاشتها مدينة حلب على يد الفصائل المسلحة، إلا أننا اصطدمنا بالواقع الخدمي المزري عموماً، ومسألة انعدام الكهرباء بشكل خاص، فكان الحل الوحيد الاستعانة بمولدات (الأمبير) لإنارة منزلي وعدم إبقاء أطفالي غارقين في الظلام، لذلك اشتركت بـ (أمبير) واحد وأصبح يتوجب علي دفع مبلغ /6800/ ليرة شهرياً أي ما يعادل ربع دخلي الشهري تقريباً، وبالطبع فإن هذا المبلغ اقتطعته من مصروف المنزل المتعلق باحتياجاتي وعائلتي من الأساسيات التي حُرمنا منها كاللباس الجديد و..”.
أما “بسام” من أهالي حي الزبدية، فأشار إلى أن معاناة الأهالي لا تقتصر على الأعباء المادية، بل تتجاوزها إلى المعاملة السيئة والاستغلال الكبير الذي يتعرضون له على يد أصحاب المولدات قائلاً: “نضطر دائماً إلى تحمل التعامل السيء من قبل أصحاب المولدات وكلامهم المسيء في بعض الأحيان لحاجتنا إليهم ولعلمنا بأن أي انزعاج بسيط من قبل صاحب المولدة قد يجعلنا نقبع في الظلام من جديد، عدا عن آثار المازوت التي تملئ جنبات حيّنا والروائح الكريهة المنبعثة بشكل مستمر من المولدات”.
ورغم مرور نحو عامين على عودة أحياء شرق حلب، إلا أن الجهات المعنية في حلب لم تتحرك بالشكل الفعلي لإيصال التيار الكهربائي إليها، وخاصة أن معظم التجهيزات الكهربائية اللازمة لإيصال التيار من “محوّلات” و”كابلات نحاسية” وتمديدات أرضية كان تم نهبها وسرقتها بشكل كامل من المسلحين قبيل خروجهم من الأحياء الشرقية، لتقتصر مسألة العمل لإعادة التيار إلى الأحياء الشرقية على دراسات متكررة وموازنات مفترضة، وعمل محدود لم يشمل سوى بعض الأحياء الواقعة على الأطراف الشرقية القريبة من الأحياء الغربية.
وكان وزير الكهرباء السوري محمد زهير خربطلي، صرّح خلال زيارته الأخيرة إلى مدينة حلب برفقة الوفد الحكومي قبل أسابيع، بأن العمل جارٍ لإعادة التيار الكهربائي إلى الأحياء الشرقية، ولكن المفارقة تمثلت في نسبة الإنجاز التي ورغم مرور عامين على استعادة السيطرة عليها، لم تتجاوز الـ /30%/!.
زاهر طحان- حلب