أثار الحديث عن مشاركة الأردن عسكرياً في الحرب السورية وذلك بالتعاون مع القوات البريطانية، تساؤلات عديدة لدى محللين صحفيين حول احتمال نشوب حرب في الأردن ومساس إرهاب “داعش” فيه.
فصحيفة “الدستور” الأردنية عبرت عن اطمئنانها بأن الحرب لا يمكن أن تطالها مستندة في ذلك على عدة معطيات فقالت:
“لا يوجد لدينا “داعش” حتى الآن، وذلك لعدم وجود بيئة حاضنة له بالرغم من أنه يمكن أن تجد في الأردن فئة من الناس تتبنى فكر السلفية التي تتوافق مع فكر”تنظيم الدولة” بعديد من النقاط وتتعاطف معه.
لكن البيئة التي خرجت منها “داعش”، في سوريا أو العراق, لها ظروفها الخاصة, أما في الأردن فلا يوجد بيئة مناسبة لاستقبال وتشجيع مثل هذه الظاهرة, بل إن البيئة الأردنية وكذلك الشخصية الأردنية على العكس من ذلك فهي طاردة للتطرف بشكل عام وللإرهاب الذي تمارسه “داعش” بشكل خاص.
ومع ذلك لا يجوز أن نضع أيدينا في ماء باردة وخاصة فيما يتعلق بالداخل الذي يشهد تصاعداً واضحاً لنبرة التطرف وإعداد المتطرفين والمعجبين “بداعش”.
أما “رأي اليوم” فتجد أن الأردن هي أكثر وأول المتضررين من الحرب السورية فجاء فيها:
“بحكم الاتصال الجغرافي والديموغرافي ما بين الأردن وسوريا، فإن ثمة علاقات متمايزة تربط الحالة الأردنية بالتطورات على الساحة السورية.
ولم يعد خافياً على أحد، محاور التأثر السلبي على الأوضاع في الأردن من تبعات الأزمة السورية، كما أن مستوى التهديد الأمني الذي يتعرض له الأردن منذ سيطرة “داعش” وبعض المنظمات المسلحة كالنصرة وغيرها على جزء من الحدود بين البلدين بات ملموساً، مما شكل تكلفة وجهود مضاعفة على الجانب الأردني لضبط الحدود ومنع الاختراق والتهديد في الداخل، بالإضافة إلى التأثير على الناحية الاقتصادية في الأردن فسوريا كانت تمثل مصدراً لكثير من السلع الاستهلاكية والمواد الأولية التي تمثل جزءاً من مستوردات الأردن مما ورطه في ضائقة مادية هو بغنى عنها. واعتراف الأردن بجميع هذه السلبيات يعود لإيجاد حجة كافية ليتمكن من التدخل في حل الحرب السورية”.