رضا زيدان
لأول مرة منذ خمس سنوات تسيطر القوات السورية على معبر نصيب الحدودي والذي كان مغلقاً كلياً بين البلدين، تطورات الملف السوري وتحولاته تلقي في ظلالها على الحدود الأردنية السورية.
في عام 2014م باركت الأردن تأسيس “جيش العشائر” وسلّحته ودرّبته، ليملأ الفراغ النّاجم عن انسحاب القوات السورية من معبر نصيب، وصرحّت السلطات الأردنية يومها أن هذا الجيش التابع للمعارضة السورية تأسّس لقِتال “داعش”، لذلك أوعزت الأردن قبل أيام لـ”جيش العشائر” بالانسحاب من مناطق “تل أسدي، وتل جارين، وتل الرياحين، وبئر الصابوني”، وهي مساحة تقدر بنحو 100 كم باتجاه الأراضي الأردنية، بالإضافة إلى الانسحاب من معبر نصيب الحدودي، ما فسح المجال للقوات السورية من تحقيق تقدم استراتيجي.
هذا التقدم جاء من خلال التفاهمات السورية – الأردنية ولعدّة أسباب، أبرزها تخفيف التوتّر في الجنوب السوري تطبيقاً لمقررات مؤتمر أستانة والذي جاء برعاية روسية.
وذكرت صحيفة “رأي اليوم” يوم أمس بأن الأردن توصّل إلى قناعة بأن الولايات المتّحدة، وبعد قرارها بإيقاف برنامج دَعم المعارضة السورية وتسليحها، غسلت يديها من الأزمة السورية، وسلّمت الملف السوري بالكامل لروسيا تقليصاً للخسائر.
القرار العسكري الذي اتخذته السلطات الأردنية والمتعلق بـ “جيش العشائر” يهدف إلى حماية أمنه القومي والتخلص من ورقة اللاجئين السوريين لأن طريق العَودة إلى سوريا سيكون مفتوح على مِصراعيه أمامهم، للتخلّص من أوضاعهم المزرية في مُخيّمات اللّجوء، كما وستمنع وصول وتمركز “التنظيمات الإرهابية” على الحدود مع سوريا.
الكاتب والصحفي المعارض يمان دابقي أكد خلال مقابلة معه أن “الأردن لحد ما يأمن من تقدم القوات السورية، بسبب وجود تفاهمات وخطوط حمر يتم الوقوف عندها من جانب الحكومة السورية، فالأردن تجاوز المرحلة الأخطر بالنسبة له وأنتج اتفاق الجنوب الذي يضمن له حماية أمنه القومي وكل ماعدا ذلك لن يشكل خطراً على أمن المملكة بعد اليوم، ويتابع القول “النقطة المشتركة بين الحكومة السورية والأردن هي التخلص من التنظيمات الإرهابية، والوصول إلى تفاهم مشترك حول آلية تفعيل معبري نصيب الحدودي بإدارة مدنية”.
من الواضح أن الحكومة السورية تعود بخطوات متسارعة لتستعيد سيطرتها على المفاصل العسكرية الهامة سواء في الشمال السوري أو في جنوبه، فتطورات السخنة ودرعا تستحق التوقّف عندها باهتمام كبير، لأنها تعني نهاية مرحلةٍ وبداية أخرى.