أثر برس

الأسماك للأغنياء والأوميغا 3 للفقراء.. ماذا عن شعار “كيلو السمك بسعر سندويشة الفلافل”؟

by Athr Press G

خاص || أثر برس خفّض عدد من بائعي السمك في دمشق وريفها، الكميات التي يعرضونها للبيع خوفاً من تكدسها بحكم قلة الإقبال على الشراء الناجمة عن ارتفاع سعرها، حتى أن الأمر وصل ببعض البائعين إلى تغيير نوع البضاعة بالكامل وبيع الخضار بدلاً من الأسماك.

وبحسب ما رصده “أثر” في أسواق دمشق، سجل سعر كيلو السمك الأرجنتيني (المجمد) في المحال التجارية 80 ألف ل.س، أما سعر كيلو سمك الأجاج فبلغ 105 آلاف ل.س، بينما سعر كيلو سمك السردين الصغير يتراوح بين 55-60 ألف ل.س، وسعر كيلو سمك الفيليه 160 ألف ل.س.

بوقت تنخفض أسعار هذه الأنواع من الأسماك لدى البائعين الجوالين، فمثلاً يبيع أحدهم كيلو السمك الأرجنتيني بـ 60 ألف ل.س، ويبيع كيلو السمك الأجاج بـ 85 ألف ل.س، بينما سعر كيلو سمك السردين الصغير 38 ألف ل.س، وسعر كيلو السمك الفيليه 115 ألف ل.س.

أحد بائعي الأسماك في دمشق (سابقاً) يقول لـ”أثر” إنه اضطر إلى تغيير مهنته من بيع الأسماك لبيع الخضار والفواكه بعد سماعه عبارات استياء من الأسعار من كثير من الزبائن، وقلة الإقبال وتكدس البضاعة لديه التي تسببت بخسارته.

كما لفت العم “أبو زياد” بائع سمك جوال، لـ”أثر” إلى أن هناك طلب على السمك في ظل ارتفاع سعر الفروج، مشيراً إلى أنه “يبيع سمك بحري طازج ويحافظ عليه بإحاطته بألواح ثلج كبيرة ويخفض من سعره قليلاً لينفق ما لديه”.

بينما بين البائع “أبو أحمد” لـ”أثر” أن مهنة بيع الأسماك لم تعد كأوجها سابقاً، لارتفاع سعره لأن كل عائلة تحتاج لكمية كبيرة منه، موضحاً أنه “على الرغم من ارتفاع سعر لحم الدجاج ولكن كمية قليلة منه تكفي طبخة لعائلة، والعائلات ذات الدخل المرتفع تشتري السمك مرتين كل أسبوع”.

كما أفاد “أبو نذير” بائع السمك لـ”أثر” بأن مهنة بيع السمك لم تنته ومستمرة، وتعتبر مصدر رزق الكثير من العائلات، وبإمكان أي شخص البدء به كمشروع صغير لأنها تجارة مربحة، بحسب رأيه.

بدورها، توضح “هيفاء” أم لثلاثة أطفال بحديثها مع “أثر” أنها لم تشتر السمك لأطفالها منذ عامين، بسبب ارتفاع أسعاره متجاوزاً راتبها الشهري مشيرةً إلى أنها “تحاول تعويض الفيتامينات الموجودة في السمك بأطعمة غذائية أخرى مثل (زيت الزيتون، اللحوم ، الفاكهة).

وشاطرتها الرأي السيدة “غدير” حيث بينت لـ”أثر” أنه من المستحيل أن تشتري السمك أكثر من مرة واحدة في السنة، خاصة أنه لا يشبه باقي أنواع اللحوم، أي لا تستطيع شراء أوقية منه فيجب على الأقل شراء 1 أو 2 كيلو منه.

كما أضافت السيدة “صفاء” لـ”أثر” أنها تفاجأت بسعر كيلو السمك البلطي الذي وصل إلى 70 ألف ل.س، وعندما سألت عنه لدى بائع متجول في منطقتها موضحةً أنها ” ألغت الفكرة واشترت 3 علب من التونة بـ36 ألف ل.س وأطعمت أطفالها”.

البائعون الجوالون غير مراقبون صحياً:

بدوره، أكد مدير الشؤون الصحية في محافظة دمشق إبراهيم قحطان لـ”أثر” أن ارتفاع سعر السمك البحري يعود إلى تغير الأحوال الجوية والعواصف البحرية، لأن الصيد اليوم لصياد السمك بمثل هذه الأجواء ينخفض عما كان عليه سابقاً، فيضطر إلى رفع سعر الكيلو، بينما سبب ارتفاع سعر السمك النهري يرجع لارتفاع أجور النقل من منطقة لأخرى.

وتابع أن جميع أنواع السمك في أسواق دمشق مراقبة صحياً، وفي حال ورود أي شكوى تتم معاقبة البائع وإتلاف البضاعة، وفيما يخص البائعين الجوالين فأشار إلى أنه لا يتم الكشف عن جميع بضائعهم لكن في حال ورود أي شكوى تتم محاسبة البائع وإتلاف البضاعة كاملة.

الأوميغا 3 بديلاً عن السمك:

من جانبها، أكدت الدكتورة الصيدلانية “هديل” لـ”أثر” أنه من المفترض أن يتم تناول السمك ثلاث مرات أسبوعياً، لفائدته واحتوائه على فيتامينات وبروتينات، لكن بسبب الأوضاع المعيشية الصعبة وارتفاع سعره يمكن تعويض “الأوميغا 3” الموجود فيه من زيت الزيتون واللحوم والفاكهة، مضيفة أن “هناك إقبال كبير على شراء حبوب الأوميغا 3 علماً أن سعر العبوة الواحدة منه وصل إلى 45 ألف ل.س ولكنه يعد دواء أساسي للكثير من المرضى والرياضيين وكبار السن والأطفال”.

بدائل للمساهمة بتخفيض سعر السمك:

وبسياق متصل، أكد الخبير الزراعي أكرم عفيف لـ”أثر” أن ارتفاع سعر الأسماك يعود لعدة أسباب أهمها تكاليف التربية والضخ ومولدات الطاقة والعلف، ما أدى لإنشاء مجموعة من المشاريع الأسرية السورية (مجموعة اختصاصيين) تعمل على تحقيق شعار “تكلفة كيلو السمك بسعر سندويشة الفلافل” أي تخفيض تكاليف تربية الأسماك وابتكار بدائل للطاقة والعلف وغيره.

واقترح عفيف ثلاث خطوات لتخفيض سعر السمك، أولاً توفير الضخ في المسمكة حيث أن السمك يتأذى من نتراته والتي بدورها تفيد التربة الزراعية وتغنيها بشكل كبير ويعد سماد للأراضي الزراعية ولتخليص السمك من النترات الموجودة بالمياه يتم ضخ مياه المسمكة لسقاية الأرض الزراعية، وبالتالي لا يستهلك مياه إضافية للري وتكون تكلفة السقاية صفر، لذلك تكون الأراضي المحيطة بالمسامك في سهل الغاب ذات تربة خصبة وغنية بالمحاصيل.

وتابع عفيف أن الخطوة الثانية لبديل العلف النباتي هي عدس الماء أو الآزولا الذي يتم استخدامه بمختلف دول العالم، فهو يأخذ نترات السمك ويحولها إلى يخضور وبموجب عملية التركيب الضوئي يعطي أوكسجين للسمك وهو بروتين نباتي، أما الخطوة الثالثة هي توفير البروتين الحيواني من زرق الدجاج عن طريق وضعه في كيس وغمره بالمياه لمدة ثلاثة أيام ليتحول إلى يرقات من الديدان، وبذلك يكون تم توفير الضح والعلف وتحقيق الشعار المطلوب.

وأشار إلى أن السمك النهري أكثر فائدة من السمك المربى بسبب مصدر غذائه الطبيعي دون إضافة مغذيات، لكن كمية الأسماك في الأنهار قليلة جداً بسبب التلوث النهري والصيد الجائر، منوّها إلى أن أكثر المناطق انتشاراً للسمك في السدود.

الجدير ذكره وبحسب تقرير سابق نشره “أثر برس”، سجل سعر السمك في بداية موسمه لهذا العام انخفاضاً بنسبة 50% نظراً لزيادة الطلب عليه من قبل الأهالي، وأدى تحسن الأحوال الجوية إلى تواجد أنواع عديدة من الأسماك في بانياس فكانت أرباح أصحاب المسامك جيدة ووفيرة لملاءمة الطقس.

ولاء سبع – دمشق وريفها

اقرأ أيضاً