وجد الأطباء والخبراء أن سلامة الأسنان واللثة تتعلق بسلامة جسم الإنسان بأكمله، مشيرين إلى أن الأسنان المريضة تسبب مشاكل لا يقتصر ضررها على الأسنان والفم فقط، بل تعمّ كل الجسد البشري.
وأكد الأطباء أن التهاب مفاصل الفك، وتشوه موقع الأسنان في الفم، يسبب مشكلات في أجزاء الجسد البعيدة عن الفم، ومن بينها الجهاز التناسلي.
وأضاف الأطباء أيضاً أن ارتفاع ضغط الدم، وعدم انتظام نبض القلب يرتبط أحياناً بمشكلات تتعلق بضرس العقل، ولذا فإنّ من الحكمة وتأميناً لسلامة الإنسان أن يطلب من طبيب أسنانه التأكد من سلامة أضراس العقل حين يبحث في أسباب مشكلات القلب، وفقاً لما نقلته قناة “DW” الألمانية.
وطبقاً لتقرير نشر على موقع شبكة تلفزيون “ار تي إل” الألمانية، فإنّ تسوس الأسنان يرفع من خطر التعرض إلى أزمة أو سكتة قلبية، وفي هذا السياق تقول طبيبة الأسنان، ليا فوستهوف: “التهاب اللثة قد يؤدي إلى تكاثر الجراثيم في الفم، وتسللها إلى مجرى الدم لتستقر في الأوعية الدموية وتلحق بها ضرراً بالغاً، ما يزيد من احتمالية التعرض إلى نوبة قلبية”. وإذا ظهرت مشكلات في الأنياب، فلابد للمرء أن يفحص كبده وكيس الصفراء في بدنه، كما أن الناب في الفك الأعلى يمكن أن يؤثر على العين.
وكذلك الأمر بالنسبة لمشكلات الأمعاء، فالإمساك المزمن مثلاً له علاقة بمشكلات الجهاز الهضمي عادة، لكن إذا عجز الأطباء عن معرفة سببه، فأعط فرصة لطبيب أسنانك أن يقرر بشأنه، فالتهاب أيّ من الأسنان قد يضر مباشرة بالجهاز الهضمي.
وإذا كانت تنتابك آلام شديدة في الأذن، أو تسمع رنيناً في الأذن، قد يكون هذا ناجماً عن أسنان غير سليمة، فالأطباء يجدون غالباً ارتباطاً مباشراً بين الأسنان ومشكلات الأذن.
وكذلك المرضى المصابون بداء السكري من النوع الثاني لابد أن يفحصوا اللثة بدقة، فبسبب ارتفاع مستوى السكر في الدم، فإنّ الأوعية الدموية الدقيقة في لثة الفم سوف تلتهب وتنتفخ، خلافاً لما هو الحال لدى الأصحاء.
مشكلات الأسنان قد تقود إلى أمراض العقل أيضاً، فحتى الكآبة قد تكون ناتجة عن مشكلات في الأسنان، كما تقول الطبيبة فوستهوف: “المرضى الذين يثيرون الرعب هم الأكثر رفضاً لمعاينة سلامة أسنانهم وفمهم”.
وتنتشر هذه الحقائق عن علاقة الأسنان بكافة أعضاء الجسم، في الوقت الذي يعتبر الكثير من الأشخاص أن علاج الأسنان هو أمر كمالي، ولا يوجهون إلى طبيب الأسنان إلا عندما يحرمهم وجع أسنان من النوم ليلاً.