أثر برس

الأمريكي مُستهدف محلياً شرقي سوريا .. ومسلحو الفصائل السابقة يدرؤون ضربه

by Athr Press Z

خاص|| أثر برس لا تكشف منظومة العمل الشعبي المُسلح المُضاد للوجود الأمريكي شرق الفرات بدير الزور وبقية مناطق وجوده في محافظتي الحسكة والرقة عن وجودها عبر “الميديا” كثيراً، غير أنّ ما يجري على أرض الواقع من استهدافات لهذا الوجود تؤكد حضورها، أو كما عبّر أحد قادتها في حديثه لـ”أثر”، من أنّ عمليات المقاومة كثرت أم قلّت فهي تحمل رسالة مؤكدة للأمريكي أنه “لن يهنأ بهذا الوجود مُطلقاً”.

يجهد الأمريكي في إبعاد حقيقة هذا الرفض لوجوده ولوجود “قوات سوريا الديمقراطيّة- قسد”، والذي يأتي مُسلحاً في الجزيرة المُحتلة، تارةً بلصق عمليات الاستهداف بتنظيم “داعش”، أو بانطلاقها من مناطق سيطرة الحكومة السوريّة.

بيّنت القيادة المركزية الأمريكيّة اللذان اعترفا مؤخراً باستهدافات طالت قواعدها في معمل غاز كونيكو والمدينة السكنيّة لقاعدتها في حقل العمر النفطي، بتاريخ 24 آب الماضي، ثم استهداف قاعدتها في خراب الجير بالحسكة منذ أيام، وتوصيفها أن الاستهدافات كانت للأوليتين عبر ثلاثة صواريخ من عيار 107 مم وعُثورها على صاروخ رابع مع أنابيب إطلاق صواريخ عند نقطة الإطلاق على بُعد خمسة كيلومترات، وما تلا من توصيف البيان الثاني بخصوص قاعدتها في خراب الجير، بالحسكة من أن الاستهداف تم بصواريخ من نفس العيار وقرب مسافة الإطلاق في أحدها 5 كم، يؤكدان بما لا يدع مجالاً للشك أن مواجهة الوجود الأمريكي يجري بأيادٍ من أبناء تلك المناطق، وإن تم نفي خسائرها.

فعمليات الاستهداف لا تقتصر فقط على قوات “التحالف الدولي” بقيادة الولايات المتحدة الأمريكية، بل تطال أيضاً العناصر والقادة في “قسد”، عبر الاغتيالات وتفجير العبوات الناسفة، فيما تلفت مصادر أخرى إلى اغتيالات تطال قادة من المكون العربي منضوين في صفوفها من “مجلس دير الزور العسكري” تنفذها فرق خاصة كردية تضع مسؤوليتها في خانة خلايا لـ”داعش”، أو تنسبها لما تُسميهم موالون للدولة السورية، أو كما حدث من اغتيالات لشخصيات عشائرية رافضة للوجود الأمريكي وتحتفظ بعلاقات طيبة مع القيادات في الحكومة السوريّة، كاغتيال الشيخ “أمطشر الهفل” أحد كبار شيوخ قبيلة “العكيدات”، ومن ثم الوجيه “أطليوش الشتات”، وواقعة اغتيال “علي الويس” أحد شيوخ قبيلة “البكارة” منذ عامين، وما أعقبهما من مواجهات شعبيّة مسلحة استهدفت عناصر ومقرات لـ”قسد”، ناهيك عن تصفية قيادات عربية من المنطقة منضوية في صفوفها، كانت تملك تأثيراً وحضوراً وأبرزهم (ياسر الدحلة وأحمد الجفال وأحمد الزعيم) وغيرهم.

ما كشفته التسوية:
انضمام شبان كثر لعملية التسويّة التي أطلقتها الحكومة السوريّة منتصف تشرين الثاني العام الفائت، والتي لا تزال جارية، لفت انتباه “قسد” لخطورتها، إذ عملت جاهدة على إعاقة وصول هولاء من سكنة “الجزيرة” إلى مراكزها، وجرّدت من انضم إليها من وظائفهم التي كانوا يشغلونها في مؤسساتها، ولعل أبرزهم الشيخ “خلف الأسعد” والذي شغل رئاسة ما يُسمى “المجلس التشريعي”، وأفاد رئيس مركز المصالحة السوري الشيخ “عبدالله الشلاش” في حديثٍ لـ”أثر” بأن “أعداد من تمت تسوية أوضاعهم من عسكريين ومدنيين تجاوزت 45 ألفاً، أعداد كبيرة منهم قَدمت من القرى والبلدات الواقعة تحت سيطرة التحالف الدولي و”قسد” ، الأمر الذي عرّى مشروعها ومدى قبوليته، ومن انضم للتسوية عادوا للخدمة في الجيش السوري، ومن كان مدنياً عاد لحياته الطبيعيّة”، مضيفاً: أن “إقبال شباب الجزيرة المُحتلة دفع قسد لمنع وصولهم عبر إغلاق المعابر النهريّة، الأمر الذي اضطر هؤلاء لدفع أموال لمهربين بغية تأمين عبورهم”، وكانت مصادرنا قد أشارت إلى أن المبالغ المدفوعة تتراوح ما بين 75 ألف ليرة – 125 ألفاً.

دريئة للأمريكي:
تضع مصادر محليّة مسلحو الفصائل التي كانت ناشطة في شرق وشمال شرق سوريّا في خانة ما تُسميه “دريئة للأمريكي”، إذ يُعوق هؤلاء أي حلٍ يسحب حجج هذا الوجود، ناهيك عن تشكيلهم مانعاً من أي حراكٍ شعبي مُسلح ضده عبر رصد من يعملون لذلك استخبارياً كونهم من أبناء تلك المناطق.

عثمان الخلف- دير الزور 

اقرأ أيضاً