أثر برس

الأمر لم ينته باغتياله.. رحلة الصحافة الأجنبية مع اسم الجنرال الإيراني بدأت بعد بروز دوره في سورية

by Athr Press Z

“أخطر رجل في الشرق الأوسط”، “إله الانتقام”، “قائد الظل” وغيرها من الألقاب التي أطلقتها الصحف الأجنبية على قائد فيلق القدس الجنرال قاسم سليماني الذي اغتالته الولايات المتحدة الأمريكية، مساحة كبيرة شغلها هذا الرجل في الصحف الأجنبية منذ عام 2011 إلى الآن، حيث أدرجت وزارة الخزانة الأمريكية اسم سليماني على قائمة “الإرهاب” بسبب مساعدته لسورية، وتظهر متابعة سريعة لما كتبته بعض الصحف الغربية عن سليماني منذ بدء تداول اسم الرجل إلى اليوم، أن الإعلام الغربي قدّمه كشخصية استثنائية، غير عادية. ففي الوقت الذي تصفه هذه الصحف بأخطر رجل في العالم، تنقل صورة لقائد وقور محبب لجنوده، ذو شخصية كاريزماتية تجمع بين القائد الحنون والصارم في آن معاً.

ففي عام 2011 وصفته صحيفة “فوربس” الأمريكية” بـ”أخطر رجل في الشرق الأوسط” لعام 2011، ووصفته صحيفة “الغادريان” البريطانية بـ”إله الانتقام” و”العدو اللدود”.

ولصحيفة “نيويوركر” الأمريكية تحقيق مطول وشهير عن سليماني، عنونته بـ”قائد الظل” نشرته عام 2013 جاء فيه: “سليماني رجل في السادسة والخمسين من العمر، مع شعر فضي اللون، ولحية مشذّبة قصيرة وصاحب نظرة تنمّ عن ثقة كاملة بالنفس.. وبقي معظم الأوقات مخفياً بالنسبة للعالم الخارجي، حيث قال جون ماغواير، العميل السابق للسي آي أيه في العراق: سليماني هو أكثر فرد نشاطاً في الشرق الأوسط اليوم، وفي الوقت نفسه لم يسمع به أحد.. ووضعت وزارة الخزانة الأمريكية سليماني على لائحتها السوداء بسبب دوره في دعم الدولة السورية.. وفي 2011 قال مسؤولان أمريكيان سابقان أمام لجنة من الكونغرس إنه يجب اغتيال سليماني، وقال أحدهما: سليماني يسافر كثيراً، إنه سهل المنال، اذهبوا لاعتقاله أو اقتلوه”.

وفي 2014 أقدمت مجلة “نيوزويك” التي تعتبر من أشهر المجلات الأمريكية على خطوة نالت صدىً واسع في الأوساط الصحفية، حيث وضعت صورة سليماني على غلافها الخارجي معنونةً “في البداية حارب أمريكا والآن هو يسحق داعش” وجاء فيها: ” تسائل موفق الربيعي، عضو البرلمان العراقي ومستشار الأمن القومي السابق، الذي قال: من الذي أتى لإنقاذنا بعد ثلاثة أيام على سقوط الموصل؟، ويتابع الربيعي: ليس الأمريكيين فهم أرسلوا فقط ضربات جوية بالغة السوء بعد ثلاثة أشهر عندما قُطعت رؤوس بعض مواطنيها، أما سرعة الاستجابة الإيرانية إلى بغداد وأربيل فكانت في اليوم التالي” مضيفة أن “الإيرانيين أرسلوا العقل المدبر العسكري، قاسم سليماني، قائد فيلق القدس، الذي يعتبره العديد من القادة العسكريين قائداً ممتازاً، واستراتيجياً للغاية”.

ولأن كل خطوة للفريق سليماني كانت تعتبر بالنسبة لأعدائه حدثاً يجب الإضاءه عليه، نشرت “فورين بوليسي” الأمريكية مقالاً بعنوان “ظهور فارس الظلام” وذلك لظهور الفريق سليماني على الإعلام، حيث أشارت إلى أن “ظهور سليماني على الإعلام يكشف الأساليب المختلفة التي تحاول واشنطن وطهران من خلالها توصيف دورها في الحرب ضد «الدولة الإسلامية». فبينما تبرز الولايات المتحدة مشاركتها من خلال الضربات والغارات الجوية تحت مظلة حلف ضعيف، تتخذ الحكومة الإيرانية مقاربة مختلفة تماماً”.

وفي السياق ذاته نشرت شبكة “بي بي سي” البريطانية تقريراً عن سليماني عام 2018 جاء فيه: “أصبح الرجل، الذي لم يكن يتعرف عليه معظم الإيرانيين في الشارع حتى وقت قريب، مادة رئيسية لأفلام وثائقية ونشرات أخبار وحتى أغاني موسيقى البوب”.

ما ورد أعلاه هو جزء من جملة التقارير والتحقيقات التي نُشرت في الإعلام الأجنبي عن سليماني، إلى أن تم الإعلان عن نبأ اغتياله، ليتم التعاطي مع قضية سليماني بطريقة مختلفة من قبل الصحافة الغربية، حيث نشرت صحيفة “الفاينانشال تايمز” البريطانية بعد أيام من اغتيال سليماني: “عندما أمر دونالد ترامب بالضربة الجوية التي قتلت سليماني قام بأكبر مجازفاته في الوقت الذي يكثف فيه الضغط على إيران ويسعى لمواجهة نفوذها” موضحة أنّه “لسنوات نظرت واشنطن إلى سليماني على أنه عدوها اللدود، لكن بدلاً من إضعاف نفوذ طهران ووكلائها في العراق فإن قرار الرئيس الأمريكي باغتيال سليماني يهدد بتقوية هذا النفوذ”.

واعتبرت صحيفة “واشنطن بوست” الأمريكية في تقرير لها أنّه باغتيال سليماني يواجه ترامب مجموعة من المعضلات الاستراتيجية من العراق الذي وجه برلمانه ضربة للمصالح الأمريكية” في إشارة إلى القرار الذي أصدره البرلمان العراقي عقب عملية الاغتيال مباشرة والذي يقر بعدم شرعية الوجود الأمريكي في العراق.

وفي ذكرى اغتياله السنوية تنشغل أيضاً الصحف العبرية والغربية بالحديث عن مرحلة ما بعد سليماني، حيث نشرت صحيفة “جيروزاليم بوست” العبرية “إن جيش الاحتلال الإسرائيلي يستعد لهجوم إيراني محتمل على أهداف إسرائيلية، مع مرور عام على اغتيال سليماني وأبو مهدي المهندس”.

وفي “الشرق الأوسط” اللندنية جاء: “تبدو إيران عازمة، ومع الذكرى السنوية الأولى لاغتيال الجنرال قاسم سليماني، على الثأر وهو عزم عززته تصريحات عديدة، في مقدمتها ما صدر عن المرشد علي خامنئي، حين أشار إلى أنه يتوجب على من أمر ونفذ اغتيال الجنرال سليماني أن يدفع الثمن، وأن الانتقام حتمي، ومتاح في أي فرصة”.

الجدير بالذكر أن الفريق سليماني تسلم منصب قائد “فيلق القدس” منذ عام 1998 في حين أن اسمه لم يُدرج على قائمة “الإرهاب” العالمية إلا بعد ظهوره كمساعد كبير للدولة السورية، وشخصية فاعلة في مواجهة الحرب على سورية بالتنسيق مع دمشق، أي في عام 2011.

ويعكس مدى تركيز الإعلام الغربي على سليماني حتى بعد عام على اغتياله، حجم الهواجس التي تسكن خصومه، إذ أن الأمر لم ينتهي باغتيال سليماني الذي يعيش إلى اليوم في وعي، ولا وعي أعدائه.

زهراء سرحان

أثر برس

اقرأ أيضاً