تعاني سورية من تبعات حرب عاشتها لما يقارب الـ 10 سنوات، حيث يتأزم الوضع الإنساني في بعض المناطق السورية، ليصل إلى مستويات جديدة، حيث أفادت منظمة الأمم المتحدة، بأن حالات التقزم بين الأطفال شمال غرب سورية، تحديداً في إدلب وريف حلب الغربي، ازدادت مؤخراً، بسبب ارتفاع معدلات الإصابة بمرض “سوء التغذية المزمن” بنسبة 5%.
وفي أرقام نشرتها، كشفت المنظمة الأممية، عن إصابة 34% من أطفال شمال غرب سورية، بحالات التقزم، حيث أوضح وكيل الأمين العام للشؤون الإنسانية الأممي مارك لوكوك، أن 1 من كل 3 أطفال دون سن الخامسة يعانون من التقزم، بسبب سوء التغذية الذي لا يقتصر على الأطفال، حيث كشف لوكوك، أن ما يقارب 37% من الأمهات في نفس المناطق، يعانون أيضاً من سوء التغذية ما يسبب لهم انخفاضاً في المناعة، ويزيد بالتالي من خطورة تعرضهن لعدوى فايروس كورونا، الأمر الذي سيجعلهن غير قادرات على إطعام أطفالهن ورعايتهم بالشكل المطلوب.
من جهتها، ذكرت منظمة “اليونيسيف”، أن نسبة المصابين بسوء التغذية بين الأطفال دون سن الخامسة، بلغت 34 في المئة، وذلك خلال الفترة الممتدة ما بين كانون الثاني وتشرين الأول من عام 2020 الجاري.
ووفقاً لليونيسيف، فإن معدل الوفيات ازداد بمعدل مرتين تقريباً، وذلك كون الأطفال الذين يعانون من سوء التغذية، أو “التقزم”، معرضون للوفاة أكثر بـ 12 مرة مقارنة بالأطفال الأصحاء.
وفي عام 2019 الفائت، ذكرت اليونيسيف أن هناك 19 ألف طفل سوري تحت سن الخامسة، مهددين بالموت من سوء التغذية في سورية، محذرة حينها من خطر إهمال علاج الأطفال الذين يعانون من سوء التغذية لارتفاع معدلات وفاتهم 9 مرات مقابل نظرائهم الأصحاء.
وكانت المنظمة المذكورة، قد لفتت إلى أن معالجة سوء التغذية الحاد لا تعتبر أولوية بالنسبة للمتبرعين، لذا لم يلق القطاع الغذائي سوى 55% من التمويل المطلوب العام الماضي وأقل من 20% خلال الربع الأول من عام 2019.
تجدر الإشارة إلى أن الأطفال في الشمال السوري، يعانون بالإضافة إلى سوء التغذية، من تفشي أمراض فيروسية وعودة لأمراض مندثرة بسبب سوء الوضع المعيشي، وتردي الخدمات الصحية والطبية التي تقدمها ما تعرف بـ “الحكومة المؤقتة” التابعة للائتلاف المعارض، والتي تقول أنها تدير مناطق خارجة عن سيطرة الدولة السورية في الشمال، كإدلب وجزء بسيط من ريف حلب، وتطالها اتهامات مستمرة بالفساد وسوء الخدمات المقدمة حيث وصلت إلى حد وفاة 15 طفلاً بعد حملة تلقيح سُميت بـ “جرعة الموت”، ضد مرض الحصبة في محافظة إدلب عام 2014.