أعطت فكرة اتحاد كرة القدم السابق ثمارها بزج المواهب واللاعبين الشباب ضمن فرق الرجال في الدوري السوري الممتاز بنسب محددة وبعدد ساعات لعب معينة، وكانت فكرة جيدة.
وبحسب ما نشرته صحيفة “الوطن” السورية، أثبت العديد من اللاعبين الشبان وجودهم في قوائم الدوري وهم الخزان البشري لأنديتهم وللدوري.
وجاءت المراحل الأخيرة من الدوري لتشهد مشاركة العديد من اللاعبين الذين برزوا مع فرقهم بدوري الشباب الذي توقف قسراً بسبب جائحة كورونا.
ولسنا هنا بصدد نشر أسماء الشبان الموهوبين في أنديتهم وقد أثبتوا وجودهم في الدوري، ولكن لا ضير من التنويه إلى أن المنافسة كانت محتدمة بين فرق النواعير الذي يتصدر الدوري عند توقفه وفرق الاتحاد وحطين وتشرين والوثبة والطليعة والكرامة وفي الدوري ذاته ضمت فرق الشرطة والجيش والوحدة والحرية العديد من المواهب الشابة الواعدة.
وهذا السرد يؤكد أن أكثر من ثلثي فرق الدوري السوري الممتاز تملك رصيداً غنياً من اللاعبين القادرين على إضافة دم جديد لأنديتنا وللدوري، والمشكلة تكمن في إدارات الأندية التي تخشى على مصير فرقها، فتلهث في البحث عن المحترفين من الأندية الأخرى وتدفع العير والنفير على أشباه اللاعبين، ولو صرفت هذه الأموال على مواهب كرتها لكان نتاجها أفضل ولوصلت إلى القمة بجهود لاعبيها.
ومنذ أن دخل الاحتراف ميادين الدوري السوري لم نكن نسمع أن أندية مثل الاتحاد والكرامة والوحدة (على سبيل المثال) يخترق صفوفها لاعب محترف من خارج النادي.
من حق كل ناد أن يبحث عن وجوده وعن بطولة يروي بها ظمأ عشاقه، لكن دون خطة مستقبلية واستراتيجية هادفة لا يمكن الوصول إلى هذه الغايات، ولنا خير مثال لأندية عديدة أنفقت المال الوفير وخرجت من ميادين النشاط الرياضي هذا الموسم بلا أي بصمة توازي المال المصروف على الاحتراف.
الفكرة التي نريد إيصالها لأهل كرة القدم تسير في مفهوم التحول من فكرة الأندية المستهلكة إلى الأندية المنتجة، فأنديتنا لا تعرف من الاحتراف إلا الصرف والتعاقد مع اللاعبين على غير هدى، ولأن أنديتنا غير مدركة لعواقب ما تفعل وغير قادرة على التخطيط للمستقبل، فلا بد من سن القوانين الملزمة التي تجبر أنديتنا على العناية بالمواهب والقواعد وكف اليد عن الإنفاق الفاحش على شراء اللاعبين الذي يصل في بعض الأحيان إلى الهدر غير المشروع.
والسؤال الذي يطرح نفسه اليوم: هل أنديتنا قادرة على الصرف في الموسم القادم وسط هذا الغلاء الفاحش؟