أثر برس

الموقف التركي في إدلب يحمل وجهين أحلاهما مر

by Athr Press Z

سقوط القذائف المحشوة بالغازات السامة على أحياء حلب السكنية، أثار ضجة واسعة بين أوساط المعارضة، كونها تزامنت مع الضغط الروسي على تركيا لتطبيق اتفاق إدلب، لكن الفصائل المسلحة و”جبهة النصرة” زادت من صعوبة المأزق التركي في إدلب وأحرجتها أمام شريكتها بالاتفاق (روسيا).

واعتبرت صحيفة “الشرق الأوسط” السعودية أن هذه الأعمال جعلت من اتفاق إدلب اتفاق هش للغاية ما شكل خطر على مستقبل المنطقة الشمالية في سوريا، فقالت:

“هناك عدة مخاطر تحيط بسوريا نتيجة الحرب، تأتي من النزاع التركي مع الفصائل الكردية في الشمال والهدنة الهشة في إدلب، التي دفعت الأمم المتحدة إلى التحذير من نتائج كارثية إذا ما اندلع القتال فيها”، حيث أشارت الصحيفة إلى أن هذه المخاطر من هشاشة اتفاق إدلب والخلافات الدائرة بين الأكراد وتركيا غيبت الهدف من هذه الحرب التي أشعلتها الفصائل المسلحة والدول الداعمة لها، وأصبحت الشعارات التي أُطلقت بداية هذه الحرب محض النسيان.

أما “وول ستريت جورنال” الأمريكة فوجدت أن تركيا الآن أمام امتحان صعب، إذ نشرت في صفحاتها:

“إن الضغوطات الروسية على تركيا لإخراج الجماعات التي تصنفها على أنها جماعات متطرفة، تعتبر امتحاناً للعلاقات الدافئة بين البلدين ولوقف إطلاق النار الذي تم التوصل إليه في إدلب.. عبرت روسيا عن إحباطاتها بوضوح، حتى أن موسكو، لم تستبعد شن هجوم عسكري ضخم”.

ولفتت صحيفة “الأخبار” اللبنانية إلى أن أنقرة لم تسجل أي موقف من الاعتداء الذي نفذ أول أمس على حلب، مستدلة في ذلك إلى مؤشرات جديدة، حيث قالت:

“لم تسجّل تركيا اعتراضاً على الغارات التي استهدفت مواقع في ريف حلب الغربي، والتي تعدّ الأولى من نوعها منذ منتصف أيلول الماضي، ويشير موقف أنقرة هذا إلى عدم اعتراضها على دقة المعلومات التي استندت إليها موسكو ودمشق للرد على مصادر القصف، ورغم حساسية الاعتداء، إلا أنه لن يقود على الأرجح إلى تسخين خطوط التماس بما يفضي إلى معركة واسعة على أطراف مدينة حلب، وهذا ما تشير إليه بوضوح طبيعة الرد المباشر والمحدود، والمنسّق مع الجانب التركي، غير أنه سيشكّل نقطة مهمة في سياق الضغط الروسي على تركيا، للالتزام بتنفيذ الاتفاق الخاص بمحيط إدلب، ضمن مهل زمنية معقولة”.

أما “الجبهة الوطنية للتحرير” فاعترفت اليوم بالاعتداء بعدما نفته أمس، وألحقت التهمة بـ”جبهة النصرة”، لكنها كشفت أيضاً أن هذه القذائف كانت معدة للتحضير لعملية استفزاز كيماوي، ما يشير إلى أن البلاء موجود لكن “النصرة” أخلت في الاتفاق وطريقة تنفيذه وموعده، كما حذرت وزارة الدفاع الروسية سابقاً من استفزازات كيميائية يتم الإعداد لها في إدلب، ما يشير إلى احتمالين، الأول هو أن أنقرة لم تعد تملك سلطة على فصائلها، والثاني أن أنقرة تكذب بتصريحاتها حول تطبيق بنود الاتفاق وتواصلها مع فصائلها و”جبهة النصرة”.

 

اقرأ أيضاً