أظهرت الإدارة الأمريكية الجديدة منذ يومها الأول، اهتماماً كبيراً بملف الاتفاق النووي مع إيران، مبديه رغبتها بالعودة إليه، وظهرت هذه الرغبة بشكل واضح منذ أن تم الإعلان عن تعيين روبرت مالي، مبعوثاً أمريكياً إلى إيران، والذي بدأ فور تسلمه لمنصبه بمحادثاته مع الجانب الأوروبي لتقييم مستجدات ملف الاتفاق النووي، هذه التحركات وغيرها جعل رغبة أمريكا بالعودة إلى الاتفاق النووي مع إيران محط اهتمام الصحف.
وحول هذه التحركات نشرت “الشرق الأوسط” السعودية:
“يعتبر اختيار الرئيس جو بايدن لروبرت مالي مبعوثاً رئاسياً خاصاً إلى إيران من العلامات الواضحة على أن جولة المفاوضات الأمريكية – الإيرانية باتت وشيكة.. من المتوقع أن يفتح بايدن قناة للاتصال مع طهران خلال الأسابيع المقبلة، غير أن هناك فارقاً كبيراً بين الأقوال المعلنة واتخاذ الخطوات الواقعية الملموسة، وإذا وافق الرئيس بايدن على برنامج المساعدات المالية لإيران من صندوق النقد الدولي ومن أوروبا من دون أي خطوات واضحة من جانب إيران، فسوف يلقى موجة حادة وعارمة من الانتقادات من كلا الحزبين الكبيرين في الكونغرس” وأضافت الصحيفة أن “بايدن يخاطر بتراجع سريع للغاية في نفوذه ومخاطر جمة على أجندته السياسية الداخلية إن بدا ضعيفاً في مواجهة إيران”.
ولهذا الاتفاق أيضاً حضوراً كبير في الصحف العبرية، حيث نشرت صحيفة “معاريف” العبرية عن رئيس مجلس الأمن القومي ورئيس شعبة العمليات في الجيش الإسرائيلي سابقاً، اللواء احتياط “غيورا آيلند” قوله: “كنتُ أحاول أن أكون متفائلاً أكثر في هذا الشأن، وبلينكن (وزير الخارجية الأمريكي) أفاد بأنه يأمل أن تتوصل بلاده إلى اتفاق مع إيران يكون أوثق، وأن الولايات المتحدة تريد التفاوض مع إيران.. السؤال هو ما إذا كان هذا هو الأكثر أهمية لبايدن، وكم سيكون مستعداً لدفع أثمان من أجل شيءٍ ما هو في نظره الأكثر أهمية. حتى إن الأوروبيين قبلوا بصورة معينة الانتهاكات الإيرانية، وقد اعتادوا على أن ترامب لم يعتدّ بهم. بايدن يمكنه أن يُنتج جبهة أوروبية”.
وفي هذا الصدد قالت صحيفة “يديعوت أحرونوت“: “حتى قبل الانتخابات أعلن بايدن أنه “يعتزم إعادة الولايات المتحدة إلى الاتفاق مع إيران، وهجوم نتنياهو على الاتفاق لم يمنع التوقيع على الاتفاق، والعقوبات التي فرضها ترامب لم تدفع النظام الإيراني إلى الانهيار، وفي ختام أربع سنوات ترامب تقلصت الخيارات أمام رئيس وزراء إسرائيل على نحو عجيب”.
منذ بدء الحديث عن المفاوضات الجديدة، أكدت إيران أنها لن تقدم أي تنازلات، مشيرة إلى أن الجانب الأمريكي هو من أبطل هذا الاتفاق بانسحابه منه، كما لفتت إلى أنها لن تعود إلى هذا الاتفاق إلا بعد أن تبدي الولايات المتحدة “حسن نيتها”، ما يشير إلى أننا قد نشهد مستقبلاً جولات متعددة من المفاوضات بين الولايات المتحدة التي ترغب بالحفاظ على ماء وجهها، وإيران التي يبدو أنها ليست بصدد تقديم تنازلات جديدة.