أعلنت “الإدارة الذاتية” أنها تتحفظ على مصطلحات استخدمتها منظمة “العفو الدولية” في تقريرها الذي وثّقت فيه الانتهاكات التي تمارسها “قوات سوريا الديمقراطية- قسد” بحق الأشخاص الذين تعتقلهم في سجونها.
وأصدرت دائرة العلاقات الخارجية في “الإدارة الذاتية” بياناً قالت فيه: “إن بعض المصطلحات الواردة في التقرير كان ينبغي التحقق منها بشكل جيد، خاصة أن قضية مقاتلي (تنظيم داعش) في مراكز الاحتجاز وعائلاتهم في المخيمات لها أبعاد دولية”.
وفيما يتعلق بالاتهامات المرتبطة بالقتل والتعذيب أشار البيان إلى أن “الإدارة الذاتية” تحترم التزاماتها بمنع أي نوع من الانتهاك لقوانينها التي تحظر مثل هذه الأعمال غير القانونية، مشيرة إلى أن حدوث أي حالات تعذيب أو سوء معاملة “هي أعمال فردية” تتطلب إجراء تحقيق شامل.
وبخصوص فصل الأطفال عن أمهاتهم ونقلهم إلى مزاكز للتأهيل، اعتبر البيان أن ذلك “يخدم مصلحة الطفل.. بما لا يتعارض مع المادة 9 من اتفاقية جنيف لحماية حقوق الطفل”.
وفي 17 نيسان الجاري أصدرت منظمة “العفو الدولية” تقريراً قالت فيه: “إن المحتجزين (في سجون الإدارة الذاتية) يواجهون انتهاكات ممنهجة، ويموت عدد كبير منهم بسبب الظروف غير الإنسانية في شمال شرقي سوريا”.
ووفق التقرير، فإن الانتهاكات تشمل “الضرب المبرح والإبقاء في وضعيات مُجهدة، والصعق بصدمات كهربائية، والعنف القائم على النوع الاجتماعي”، فضلاً عن “فصل النساء فصلاً غير مشروع عن أطفالهن”، مضيفاً أن “الحكومة الأمريكية أسهمت في إنشاء وتوسيع منظومة احتجاز غير مشروع إلى حد كبير، تتسم بظروف مهينة وغير إنسانية بشكل منهجي، وبأعمال قتل غير مشروع، وباستخدام التعذيب على نطاق واسع”.
وعلّقت متحدثة باسم وزارة الخارجية الأمريكية على تقرير “العفو الدولية” بقولها: “لقد اطلعنا على التقرير ونتطلع إلى مراجعة توصيات منظمة العفو الدولية بالتفصيل”، وفق ما نقلته قناة “الحرة” الأمريكية.
وشنت “الوحدات الكردية” في الأيام الفائتة حملات اعتقال عدة في دير الزور والرقة، ففي 20 نيسان الجاري شنت “قسد” حملة اعتقالات في الأحياء الجنوبية للحسكة وأعلنت أن حصيلة العملية كانت اعتقال 40 شخصاً.
وتُقسم السجون التابعة لـ”الإدارة الذاتية” إلى ثلاثة مستويات؛ ففي المستوى الأول، تعتقل أشخاصاً من تنظيم “داعش” في سجون “علايا”، بالقامشلي و”المركزي – سجن الصناعة”، في مدينة الحسكة، و”المركزي – الأحداث – الطبقة” في محافظة الرقة، من دون أن تكشف عن عدد عناصر تنظيم “داعش” الموجودين داخل هذه السجون.
وفي المستوى الثاني من سجون “الإدارة الذاتية” توجد مجموعات من المدنيين المتهمين بجرائم جنائية كـ”السرقة – القتل – الاتجار بالمخدرات”، أما المستوى الثالث من السجون فهي التي تتبع لـ”الاستخبارات العسكرية”، الخاصة بـ”الإدارة الذاتية” والتي تعتقل المدنيين بتهم سياسية تتعلق بمعارضة “قسد”، أو “الحزب الكردستاني”، وبعض من هؤلاء تصنفهم “الإدارة الذاتية” بأنهم “خطرون” وتسلمهم للقوات الأمريكية بتهمة الانتماء لتنظيم “داعش”.
يشار إلى أن “قسد” تسيطر على مناطق شرقي سوريا وذلك بدعم من “التحالف الدولي” بقيادة واشنطن، وتشمل مناطق سيطرتها أجزاء من الحسكة ودير الزور والرقة وريف حلب الشرقي.