فجر الرئيس التركي رجب طيب أردوغان يوم أمس مفاجأته، عندما طالب حلف “الناتو” بالدخول إلى سوريا لمساعدة القوات التركية والفصائل المتحالفة معها بعملية “غصن الزيتون” في عفرين شمالي سوريا، حيث أعلن أول أمس أنها ستمتد إلى منبج وبعدها شرقي الفرات، وأكد سابقاً أن المرحلة الثانية من هذه المعركة ستكون داخل المدينة وبين المناطق السكنية، بعدما أشار في بداية العملية إلى أنها تهدف إلى حماية الحدود التركية فقط بعيداً عن المدنيين.
وفي الوقت الذي يعلن فيه أردوغان عن هذا المطلب نشرت صحيفة “ملليت” التركية مقال بعنوان “ألاعيب واشنطن قبل تطهير عفرين” جاء فيه:
“منذ البداية، تؤكد واشنطن على ضرورة تحديد إطار عملية “غصن الزيتون”، وتقول إنها تضعف مكافحة داعش، ولهذا كانت أنقرة تتوقع حدوث مستجدات كلما اقتربت قواتها من عفرين.. ولا تقتصر الألاعيب الأمريكية على ذلك، فواشنطن توجه رسائل حول إمكانية تطبيق عقوبات على تركيا بسبب شرائها منظومة إس-400 من روسيا”.
واعتبرت صحيفة “رأي اليوم” أن هذا النداء من أردوغان غير مفاجئ، حيث ورد فيها:
“الأمريكان ورطوا تركيا في سوريا لمنعها من التوجه شرقاً إلى حواضنها الطبيعيّة، ودون الاعتراف بِها عضواً “أصيل” في حلف الناتو والنَّادي الأوروبي الأبيض، الهدف الأمريكي تحقّق بالكامل، وجرى التدمير في سوريا وزعزعة أمن واستقرار تركيا، وتهديد وحدتيها الترابية والديموغرافية، ولهذا لن تجد صرخات ونداءات الاستغاثة للرئيس أردوغان التي وجهها إلى حلف الناتو أي صدى أو تجاوب”.
وجاء في صحيفة “الوطن” السورية:
“في أوروبا يرى المتتبعون لوضع أردوغان أنه أصبح من السياسيين الذين ستزداد عزلتهم بين الحلفاء ومن يحاول أن يتقرب منهم لأسبابه الخاصة مثل موسكو وطهران، ويتوقع هؤلاء أن تبدأ سياسة أردوغان العسكرية تجاه شمالي سورية في عفرين أو غيرها بالتراجع بعد أن أصبح أفقها العسكري لا يتحمل أي تصعيد يوافق عليه حلفاؤه التقليديون في الولايات المتحدة أو فرنسا وبريطانيا”.
أما موقع “صوت كوردستان” فاعتبر أن طلب أردوغان كان بمثابة الاستئذان للاستمرار في عمليته، فقال:
“قال أردوغان في خطاب ألقاه، اليوم السبت، أمام أنصار حزب العدالة والتنمية الحاكم في محافظة مرسين: أخاطب الناتو، أين أنتم؟، تعالوا إلى سوريا، لماذا لا تأتون، أليست تركيا إحدى دول الناتو؟.. دعوة أردوغان هذه هي محاولة واضحة منه كي يحصل على موافقة الناتو للدخول في عفرين و إدامة حربة في سوريا”.