منذ أن عُقد اللقاء بين الرئيس الروسي فلاديمير بوتين ورئيس الحكومة الإسرائيلي “نفتالي بينيت” حول سوريا وإيران والذي من المفترض أنه حدد آلية العمل بين الطرفين بخطوط واضحة بعد استلام “بينيت” منصب رئاسة الحكومة، يهتم الإعلام العبري بردود الفعل التي يلاقيها “النشاط العسكري الإسرائيلي” بشكل عام وفي سوريا على وجه الخصوص، ويناقش إمكانية الاستمرار بنفس وتيرة هذا النشاط.
حيث جاء في صحيفة “جيروزاليم بوست“:
“الواقع على الأرض يشير إلى أن الجيش الإسرائيلي يقوم بعمليات متابعة دقيقة للنشاط الإيراني المباشر، فيما تتخذ روسيا موقف المتفرج” مضيفة أن “الدافع للتقارب الروسي – الإسرائيلي الأخير المتمثّل في لقاء بوتين وبنيت في 22 الشهر الماضي، والتفاهمات التي توصلا إليها، هو أن الجانبين يجمعهما هدف مشترك، فإسرائيل تعمل لنحو عقد من الزمن على تنفيذ مئات الضربات الجوية في سوريا وهي تتعامل مع روسيا، بصفتها القوة الرئيسية في الحرب السورية، وترى فيها الجهة التي يجب على إسرائيل التواصل معها عندما تريد تنفيذ ضربات في سوريا” مشيرة إلى أن “الولايات المتحدة، التي تعتبر أقوى حليف لإسرائيل لا تعارض في التقارب الإسرائيلي – الروسي، بل تجد فيه مدخلاً لتقارب روسي – أمريكي حول سوريا”.
أما صحيفة “يديعوت أحرنوت” فتحدثت عن العدوان الإسرائيلي الذي استهدف ريف دمشق الغربي في 30 تشرين الأول الفائت، ونقلت عن معلق الشؤون الأمنية والعسكرية في الصحيفة رون بن يشاي، قوله: “اختارت إسرائيل إطلاق صاروخ أرض-أرض للهجوم على الهدف في منطقة الديماس غربي دمشق، ولم ترسل كما جرت العادة طائراتها المقاتلة لتنفيذ المهمة هذه المرة، كاشفاً عن “وجود تفاهمات جرت مؤخراً بين موسكو وتل أبيب خلال قمة بوتين وبينيت في سوتشي قبل أسبوعين، تتجنب بموجبها إسرائيل إحراج الروس لأن نجاح غاراتها في سوريا يمس بسمعة مضادات الطائرات الروسية، الموجودة في سوريا، من الأسباب أيضاً التي منعت الجيش الإسرائيلي خلال هذه المهمة إرسال الطائرات المقاتلة، كان لتجنب عرقلة مسير رحلة القاذفة الأمريكي “B1″، عبرت بوقت متزامن سماء المنطقة نحو الخليج العربي، وذلك لتفادي احتمال إصابتها بالصواريخ المضادة للطائرات التي تطلقها دفاعات الأسد الجوية
وفي مقال آخر نشرت الصحيفة مقالاً أشارت فيه إلى تكثيف العمليات العسكرية “الإسرائيلية” بنسبة 25% خلال العام الجاري، جاء فيه:
“على مدى الأشهر الماضية، وبحسب ما أفادت به قوات المعارضة السورية، كثفت إسرائيل عملياتها العسكرية في سوريا، بينما شهد عام 2020 إطلاق حوالي 400 صاروخ من قبل إسرائيل على جارتها في الشمال الغربي، شهد العام الجاري زيادة بنسبة 25٪(..) عندما يزداد معدل وشراسة الهجمات، فإن إسرائيل تخاطر بأن تصبح هذه الحرب الباردة ساخنة، فلماذا تستمر إسرائيل في هذه الاستراتيجية، بل وتكثف نشاطها؟”، وأضاف: “التغيير الحقيقي خلال الأشهر الماضية لم يكن مع إسرائيل أو إيران، بل في السياسة الروسية تجاه سوريا”.
وبالتزامن مع تكثيف “الهجمات الإسرائيلية” في سوريا نشرت “إسرائيل اليوم” مقال حول الواقع العسكري للكيان الإسرائيلي، جاء فيه:
“إسرائيل مهددة اليوم بأكثر من 100 ألف صاروخ ومقذوفة صاروخية من لبنان، وبعشرات آلاف الصواريخ والمقذوفات الصاروخية من غزة، وبعدد كبير من الصواريخ والقذائف الصاروخية على أنواعها المختلفة من دول أبعد (إيران، العراق واليمن). من الواجب قول الحقيقة للجمهور أمام هذا التهديد: ليس للمنظومات القائمة ولن تكون لنا قدرة اعتراض على كل صاروخ وحماية كل مواطن(..) مرت حتى الآن 30 سنة، وعلى إسرائيل أن تستوضح مع نفسها ما إذا كان من الصحيح أن يوزع الجيش الإسرائيلي اهتمامه بين الهجوم والدفاع، وما إذا كان يملك القدرة والوسائل لمعالجة الجبهة الداخلية”.
من الواضح أن الكيان الإسرائيلي بعد تاريخ 22 تشرين الأول (تاريخ الاجتماع بين بينيت وبوتين) حصل على مساحة أكبر من الأمان والحرية في سوريا، بعد الحصول على تصريح علني من الجانب الروسي بعدم تقييد حركتهم فيها.