خاص || أثر بعد وفاة وديع وسوف نجل سلطان الطرب جورج وسوف، نتيجة مضاعفات عملية جراحية أجراها قبل أيام قيل إنها عملية “تكميم ـ ربط معدة”، تواصل موقع “أثر” مع طبيب مختص للحديث عن العملـية وخطورتها.
حيث أكد الدكتور عبد الرحمن حمادية اختصاصي الجراحة العامة وجراحة البدانة والأستاذ في كلية الطب بجامعة دمشق، أن إجراء عمليات قص المعدة أو ما يعرف بتكميم المعدة هو الحل الأمثل لعلاج البدانة وما يترافق معها من أمراض.
وبيّن الدكتور حمادية لـ “أثر” أن هذا النوع من العمليات أصبحت نسبة نجاحه أكثر من 90% بعد دخول الجراحة التنظيرية التي خففت كثيراًؤ من مخاطر الجراحة التقليدية، حيث يتم تصغير حجم المعدة بنسبة 80% وهو ما يعرف بالقص الطولي (التكميم) أو يمكن إجراء عملية تغير مسار بحيث لا يستفيد الشخص من كل الطعام الذي يأكله (بما يشبه سوء الامتصاص).
وذكر الدكتور حمادية أن العمليتين سواء التصغير أو تغير المسار أو غيرهما يُمكن إجراؤها للأشخاص من عمر 18 عاماً وحتى 65 عاماً وغير ذلك بحسب حالة المريض، مشيراً إلى أن الاشخاص الذين يعانون من البدانة هم أشخاص بعضهم عالي الخطورة لجهة العمل الجراحي نظراً لوجود أمراض أخرى مرافقة للبدانة كداء السكري أو الضغط أو أمراض القلب والتنفس.
ولفت الدكتور حمادية إلى أن مخاطر عمليات قص المعدة لعلاج البدانة تحمل مخاطر كغيرها من العمليات الجراحية الأخرى ولكن مخاطر مرض البدانة أكثر من مخاطر العمل الجراحي بـ50 ضعفاً كون البدانة تعتبر عالمياً السبب الثاني للوفيات التي يمكن الوقاية منها بعد التدخين وهي السبب الخامس للوفيات عالمياً حيث يموت سنوياً بسبب البدانة مليونين و800 ألف شخص أو الأمراض المرتبطة بها بينما نسبة الوفاة نتيجة العمل الجراحي لعلاج البدانة تتراوح من واحد إلى خمسة بالألف.
وأضاف لـ “أثر” أن مخاطر العمل الجراحي تزداد إذا تم بمراكز غير مختصة وأيدٍ غير خبيرة، موضحاً أن البدانة تعالج جراحياً إذا كان مشعر كتلة الجسم أكثر من 40 أو أكثر من 35 مع أمراض مرافقة كداء السكري أو ارتفاع التوتر الشرياني أو تنكس المفاصل أو الآلام المفصلية، ويحسب مشعر كتلة الجسم بتقسيم الوزن بالكيلوغرام على مربع الطول بالمتر، مشدداً على أن هذا النوع من العمليات الجراحية يجرى حالياً بالتنظير وحقق نتائج متميزة ولا يستغرق أكثر من نصف ساعة عادة وأن الجراحة التقليدية لم تعد مطبقة لعدم وجود أي مبرر طبي لها.
وأوضح الدكتور حمادية أن عمليات معالجة البدانة بالجراحة التنظيرية تعتبر من أكثر العمليات التي تجرى في سوريا والإقبال كبير عليها لقلة تكاليفها مقارنة مع دول الجوار، كاشفاً عن أن أكثر من نصف المرضى الذين تجرى لهم الجراحة هم من خارج سوريا من العراق أو لبنان أو لسوريين مقيمين بالخارج وكلفتها لا تعتبر عالية إذا ما قورنت بمخاطر البدانة والأمراض التي ترافقها وما تحتاج إليه من علاج.
وأكد الدكتور حمادية أن قرار إجراء العمل الجراحي لعلاج البدانة يتم بعد أن يجرب الشخص العلاج بالحمية والرياضة والمعالجة السلوكية وغيرها ولم يستفد منها كما يجب ألا توجد لديه أمراض نفسية أو أمراض غدية وأن يكون متقبل لفكرة العمل الجراحي ومتعاون لجهة الالتزام ببعض السلوكيات الصغيرة بعد العمل الجراحي.
وكان الدكتور عبد الرحمن حمادية اختصاصي الجراحة العامة وجراحة البدانة، قد بيّن لـ “أثر” أن الوفيات التي قد تحدث بعد العمل الجراحي لعلاج البدانة ونسبتها من 1 إلى 5 بالألف هي ناتجة عن اختلاط للعمل الجراحي كغيره من العمليات الجراحية أو بسبب مشاكل مرضية موجودة لدى المريض ناتجة عن البدانة كداء السكري وأمراض القلب وغيرهما.