في ضوء ما يشهده الكيان الإسرائيلي من تطبيعٍ مع الإمارات، فإن هناك صمتاً في العلاقات “الإسرائيلية”-المصرية، ولمدة عام تقريباً، بقي مكتب السفير “الإسرائيلي” في القاهرة شاغراً، إلى أن تسلمت أميرة أورين، السفيرة “الإسرائيلية” الجديدة في مصر التي قدمت أوراق اعتمادها مؤخراً إلى الرئيس عبد الفتاح السيسي.
وقال يعقوب أحيمائير في مقاله بصحيفة “إسرائيل اليوم”، إن “تعيين أورين سفيرة لـ”إسرائيل” في مصر في هذه الآونة، يشكل فرصة لتذكير المصريين أنه في غضون أيام قليلة سيتم الاحتفال بالحدث الدراماتيكي، المتمثل بهبوط الرئيس أنور السادات بمطار بن غوريون يوم 19 تشرين الثاني 1977، ورغم مرور كل هذه السنوات الطويلة، فإن علاقاتهما لا تكشف عن أي بوادر دفء قد تحيط بهما في النهاية”.
وأكد بأن “تعيين أورين بهذا المنصب الحساس في السلك الدبلوماسي “الإسرائيلي”، يتزامن مع وجود مؤشرات مصرية على الاهتمام بالعلاقات مع “إسرائيل”، وهي تؤكد أن مصر لم تتخل عن القضية الفلسطينية، فهي ليس لديها خيار، لأنها لا تزال مصر زعيمة العالم العربي”.
وأشار إلى أنه “في مجال العلاقات مع الإمارات، تؤدي واشنطن دوراً مهماً على الجبهة السياسية، فبعد كل شيء، لا تزال الولايات المتحدة هي القمة الأكثر حدة في المثلث المصري “الإسرائيلي” الأمريكي، وتسمح لمصر بتعزيز قوتها العسكرية المتنامية من خلال شراء دبابات أبراهامز، وفي ظل اتفاقها للسلام مع “إسرائيل”، يتم السماح لمصر باستمرار تكثيفها العسكري بشكل منفصل”.
وكشف أحيمائير النقاب عن “عودة السفيرة أورون إلى القاهرة سوف يسمح بتجديد معارفها من الشخصيات المصرية، ومعارفها القدامى، من سنوات خدمتها الدبلوماسية السابقة هناك، ومن المحتمل أن تصطحب السفيرة بعد وصولها إلى مصر لأول مرة فريقاً لكرة القدم “الإسرائيلي”، وحتى لو كانت الخسارة حليفة الفريق “الإسرائيلي” أمام المنتخب المصري، فسوف تكون علامة على الدفء بينهما الذي سيحدث في المستقبل”.
وأكد أن “السلام المصري “الإسرائيلي” لا يزال بارداً، والسيسي الذي يحكم بلاده، لم يأمر بعد بتغيير المناخ السياسي تجاه “إسرائيل”، لكن الشعب المصري لا زال يراقب بريبة وشك، إن لم يكن بكراهية، الوجود “الإسرائيلي” في بلاده، وهذا ليس مفاجئاً، لأن عقوداً من الجهود المصرية لغسيل دماغ المصريين لتحسين العلاقات مع “إسرائيل” لم تؤت ثمارها بعد”.
وختم بالقول بأن “أورين مثل سابقيها من السفراء “الإسرائيليين” السابقية في مصر، تم حشدها لبذل جهود محبطة لا نهاية لها، وحتى يتم ذكر هبوط السادات في “إسرائيل” بين المصريين، فإن ما سيصل من القاهرة باتجاه تل أبيب ليس سوى إشارات خافتة، وليس كأصداء من الهتافات القادمة من الإمارات”.