بدأت الأوراق الأمريكية تختلط في سوريا إزاء موقف الولايات المتحدة من الأكراد في معركة عفرين، فأمس أبلغ رئيس الأمن القومي الأمريكي هربرت ماكماستر وزير الخارجية التركي مولود جاويش أوغلو بأن بلاده ستوقف دعم الأكراد، واليوم يعلن المتحدث باسم “التحالف الدولي” رايان ديلون أن بلاده مستمرة في دعم الأكراد العسكري، مما أثار العديد من التساؤلات حول طبيعة السياسة التي تنوي أمريكا اتباعها في عفرين.
فنشر الموقع الإلكتروني لقناة “الميادين” الفضائية مقالاً تحليلياً جاء فيه:
القرار الأمريكي الداعم للكرد في سوريا، وعدم السماح لتدهور العلاقات مع أنقرة في نفس الوقت يعبّر عن تباين وجهات النظر “داخل المؤسسة العسكرية الأميركية” صاحبة القرار، ويوضح الخبراء في الشأن التركي أنه في حال فوز كفة الرئيس إردوغان باستطاعة واشنطن عرض “صفقة جديدة” عليه من شأنها الضغط عليه ليعدل موقفه مرة أخرى “بالابتعاد عن موسكو” والعودة إلى حظيرة حلف الناتو”.
واعتبرت “رأي اليوم” اللندنية أن الأكراد فقدوا ثقتهم بأمريكا، فقالت:
“مرة أخرى نؤكد أن مشكلة الأشقّاء الأكراد تنحصر في ثقتهم بأمريكا وإسرائيل، اللتين تستخدمهما كورقة لتصفية حساباتهم مع الدول الإقليمية مثل تركيا وإيران وسوريا والعِراق، فلو قبل الأكراد في عفرين ومنبج دخول قوّات الجيش السوري إلى مناطقهم، وليس القوّات الأمريكيّة في منبج ربما لما يتعرّضون إليه حالياً من هجوم تركي، ويُواجهونه وحدهم دون أي دعم من أحد”.
أما “الإندبندنت” البريطانية فأكدت أن السياسة الأمريكية في سوريا قلبت السحر على الساحر، حيث قالت:
“كشف القتال الذي جرى خلال الأيام الخمسة الماضية عن أن آمال أميركا بسياستها التدخلية الجديدة ليست إلا أوهاما؛ فبدلا من إضعاف الرئيس بشار الأسد وإيران، يقول كوبيرن إن هذه السياسة ستصب في صالحهما، وتظهر للأكراد أنهم بحاجة ماسة لمن يحميهم غير أميركا”.