تزامناً مع الحديث عن ارتفاع وتيرة التصعيد بين الولايات المتحدة الأمريكية وروسيا في سوريا، ولا سيما بعد إعلان الدفاع الروسية في 5 تشرين الأول الجاري قيام واشنطن برحلات غير شرعية في سماء سوريا، رجّح موقع “إندبندنت” البريطاني (بنسخته العربية)، استمرار التعايش بين واشنطن وموسكو في سوريا لتجنب أي تصادم عسكري محتمل في ظل توتر العلاقة بينهما بشأن أوكرانيا.
وأشار تقرير نشره الموقع البريطاني إلى أن “الصورة الجماعية التي التقطت لعناصر من الجيشين، في العاشر من تشرين الأول الجاري، في قرية القحطانية بريف القامشلي في محافظة الحسكة شمال شرقي سوريا مؤشراً على ذلك التعايش الذي تعكره بعض الحوادث التي تصاعدت في المدة الأخيرة”.
ونقل الموقع عن رئيس مركز “الشرق الأوسط والخليج للتحليل العسكري” رياض قهوجي قوله: “إن الوجودين العسكريين الأمريكي والروسي في سوريا يحكمه تفاهم بين الجانبين منذ البداية لمنع التصادم”. وأضاف قهوجي، أن “أمريكا وروسيا ليستا عدوتين، لكنهما تتنافسان على بسط النفوذ”، مشيراً إلى أن “الجيش الروسي وسّع نفوذه في السنتين الماضيتين ليصبح على نقاط تماس مع الجيش الأمريكي بخاصة في محافظة الحسكة”.
ورجّح استمرار الجهود بين الجانبين لتجنّب أي تصادم عسكري محتمل في ظل توتر العلاقة بين البلدين في أوكرانيا.
وعن أهداف واشنطن من وجودها العسكري في سوريا، يرى قهوجي أن وجودها يتمحور تحت عنوان محاربة تنظيم “داعش”، غير أنها تحارب إيران، إضافة إلى حماية حقول النفط والغاز الطبيعي التي سيطرت عليها في شمال شرقي البلاد.
أما بالنسبة إلى روسيا، فأوضح أن وجودها العسكري يستهدف دعم الدولة السوريّة، وتأمين حضور دائم على البحر المتوسط، وعلى الحدود الجنوبية لحلف ناتو.
وتقع معظم القواعد العسكرية الأمريكية قرب الحدود السورية مع كل من تركيا والعراق، ومنها قواعد “تل بيدر والشدادي والمالكية ورميلان” في الحسكة، وقاعدة “خراب عشق” جنوبي مدينة عين عرب الحدودية مع تركيا، إضافة إلى قاعدة “التنف”، وتوجد معظم تلك القواعد شرق نهر الفرات عدا قاعدة “التنف” الواقعة في صحراء حمص على مثلث الحدود السورية الأردنية العراقية.
على حين يوجد الجيش الروسي الذي يعود حضوره في سوريا إلى عام 2015 في 75 موقعاً بينها 23 قاعدة عسكرية و42 نقطة وجود، و10 نقاط مراقبة، بحسب ما نقله موقع “إندبندنت”.
وسبق أن أكدت وزارة الدفاع الروسية أن “التحالف الدولي” بقيادة واشنطن يُعرقل وصول المساعدات الإنسانية لمدينة الحسكة شرقي سوريا.
ونقلت وكالة “نوفوستي” الروسية عن نائب رئيس مركز المصالحة الروسي في سوريا أوليغ إيغوروف، قوله: “الزيادة السريعة في إصابات الكوليرا ومحنة سكان الحي الحكومي في الحسكة أدت إلى وضع إنساني صعب”، مؤكداً “أن قيادة الكتيبة الأمريكية تمنع إيصال المواد الغذائية والأدوية للسكان”.
وكان آخر حوادث التصادم بين الجانبين، هو إعلان الدفاع الروسية في 5 تشرين الأول الجاري قيام الولايات المتحدة الأمريكية برحلات غير شرعية في سماء سوريا، مشيرةً إلى أنها تفادت الاصطدام بطائرتين مسيّرتين أمريكيتين في الجو بشمالي سوريا، مشيرةً إلى انتهاكات واشنطن المستمرة لمذكرة التفاهم (بين الجانبين الروسي والأمريكي) لمنع الحوادث وضمان سلامة الطيران في أثناء العمليات في سوريا، ونقلت حينها صحيفة “الشرق الأوسط” عن الخبراء قولهم: “الحادث أظهر أن قنوات التنسيق لمنع وقوع حوادث عرّضية بين موسكو وواشنطن في أضعف حالاتها حالياً”.
أثر برس