أثر برس

الإنسانية تتجلى بأبهى معانيها في مباراة قادش وبرشلونة

by Athr Press M

خاص || أثر سبورت

تجلت الإنسانية بأبهى معانيها في مباراة قادش وضيفه برشلونة في الدوري الإسباني عندما أوقف الحكم المباراة في الدقيقة 82 لمعالجة مشجع من أنصار قادش تعرض للإصابة بنوبة قلبية في المدرجات.

واستجاب الحكم بسرعة لصافرات وصيحات الجمهور التي نبهته لإصابة المشجع فما كان منه إلا إيقاف المباراة وبسرعة توجهت الطواقم الطبية لمعالجته.

واللافت في الأمر أيضاً سرعة استجابة المشجعين وتقديرهم للوضع إذ أخلو المدرج الذي يتواجد به المصاب لإفساح المجال للأطباء للعمل وإنقاذ حياته.

وكان منظر حارس قادش وهو يركض بسرعة لإيصال جهاز الصدمات الكهربائية يثير الإعجاب لأن أي تأخر قد يودي بحياة المشجع.

وبعد الاطمئنان عليه وبعد توقف لأكثر من نصف ساعة استكملت المباراة التي فاز بنهايتها برشلونة برباعية نظيفة.

هذه الحادثة أعادت للأذهان حادثة تعرض اللاعب الدانماركي كريستيان إريكسن للإصابة أيضاً بنوبة قلبية خلال مباراة منتخبه مع فنلندا في بطولة كأس الأمم الأوروبية التي أقيمت في حزيران من العام الماضي واستطاع الأطباء إنقاذ حياته بعد معالجته داخل أرض الملعب وسط دعم كبير من الجمهور وأيضاً اللاعبين الذي شكلوا حوله ستار يمنع رؤيته وتصويره خلال معالجته حفاظاً على مشاعر أهله ومحبيه لتثبت كرة القدم مرة أخرى أنها رسالة سلام وليست ميدان لصراع غير أخلاقي.

وفي تشرين أول من العام الماضي وخلال مباراة نيوكاسل وتوتنهام في الدوري الإنكليزي تعرض أحد المشجعين للإصابة بأزمة قلبية أيضاً فما كان من الحكم إلا أن أوقف المباراة وطلب من الطواقم الطبية سرعة التدخل لعلاجه.

هذه الحوادث تكررت كثيراً في المباريات الأوروبية واللافت سرعة استجابة الجميع معها وكذلك توفر جميع المعدات والأجهزة الطبية في الملعب بحيث يمكن إجراء عملية جراحية إن اضطر الأمر لأن حياة الإنسان عندهم أهم بكثير من أي شيء آخر.

ويحدث عندنا….واحسرتاه

واحسرتاه …سمعناها كثيراً من الجمهور السوري الذي كان يحضر مباراة الأمس بين قادش وبرشلونة وهو يقارن ما وصلوا إليه وما نحن عليه الآن وخاصة في هذا المجال إذا أن حضور سيارة إسعاف إلى مباراة من مبارياتنا المحلية يحتاج إلى مراسلات وموافقات وإلى رضا سائق السيارة وعناصر الإسعاف وعند حضورها نجدها بالكادر تتوفر فيها الإسعافات الأولية ونقالة منظر بعضها يصل لحالة القرف أمام عند إصابة أحد المشجعين بالمدرجات فإن الفوضى والتزاحم قد يقضي عليه قبل الوصول إليه.

وتوفي مشجع من نادي تشرين عام 2017 بعد سقوطه من أعلى مدرجات استاد الباسل إلى خارجه أثناء حضوره لمباراة فريقه مع الجيش في الدوري نتيجة التزاحم الشديد، كما توفي آخر خلال مباراة تشرين وحطين عام 2019 بعد إصابته بسهم ناري أطلق من أحد المدرجات وتأخر الوصول إليه وكذلك العلاج وعدم توفر الأدوات الطبية اللازمة أدت لوفاته وربما لو توفرت لتم إنقاذ حياته.

كما توفي مشجع من نادي أهلي حلب (الاتحاد سابقاً) خلال مباراة فريقه مع أهلي جدة في بطولة الأندية العربية عام 2002 بعد تعرضه لأزمة قلبية إثر انفعاله على فرصة أضاعها أحد لاعبي فريقه ولم تتوفر له فرصة العلاج في الملعب كما سقط أحد مشجعي أهلي حلب عام 1992 من سطح إحدى البنايات المطلة على الملعب البلدي بحلب خلال مباراة فريقه والوثبة وتوفي قبل وصوله للمشفى وتعرض أحد مشجعي الوحدة لأزمة قلبية خلال إحدى مباريات فريقه بالدوري الكروي كما تعرض مشجعون آخرون لإصابات مختلفة لم يتم معالجتها وتم نقلهم إلى المشافي بعد جهد وعناء.

متى نطور منظومتنا الطبية الرياضية

للأسف حتى الآن مازلنا نعتمد على الوسائل البدائية في معالجة اللاعبين في أرض الملعب وكثيراً ما نرى المعالج يركض لعلاج أحد اللاعبين وبيده زجاجة ماء وكأنها ماء الحياة أو علبة بخاخ مخدر وبعض الشاش والقطن والمطهرات أما سيارات الإسعاف التي يجب أن تكون حاضرة بأطباء وممرضين مختصين وأجهزة وأدوات طبية وأسطوانات أوكسجين فإنها نادراً ما تكون متوفرة بهذا الشكل وقد يسقط مشجع ويقضي نحبه بالمدرجات بينما عناصر الإسعاف منشغلون بالمباراة أو قد لا يستطيعون الوصول للمدرجات بسبب الازدحام وعدم فتح أبواب طوارىء خاصة لهذه الحالات.

كل هذا وبعدما شاهدنا ما حدث في قادش وقبلها في الدانمارك وإنكلترة أصبح من حقنا كبشر أن نطالب بتوفير أبسط مقومات العلاج عند حدوث مكروه لحين الوصول للمشافي أو تجهيز غرفة طبية في كل ملعب يتوفر فيها كل الإسعافات الأولية التي من شأنها إنقاذ حياة مشجع أو لاعب فهل عملت وزارة الصحة بالتعاون مع الاتحاد الرياضي واتحاد كرة القدم على توفير ذلك أم سننتظر كوارث أخرى حتى نتعظ..؟

محسن عمران

اقرأ أيضاً