أثر برس

بعد نفيه تخلي أنقرة عنه.. هل “الائتلاف السوري المعارض” بمنأى عن التطورات التي تطرأ على السياسة التركية الخارجية؟

by Athr Press Z

خاص|| أثر برس نشرت وكالة “تسنيم” أمس الأحد أنباء تفيد بأن الحكومة التركية طلبت من “الائتلاف السوري المعارض” إغلاق مكاتبه في تركيا والانتقال إلى بلد آخر، فيما نفى رئيس الائتلاف “سالم مسلط” صحّة هذه الأنباء، مؤكداً أن العلاقة مع الحكومة التركية جيدة جداً.

بعض الخبراء أكدوا أن خطوة من قبيل إغلاق كافة مكاتب “الائتلاف المعارض” لا يمكن أن تجري بين ليلة وضحاها وتحتاج لخطوات تمهيدية، لافتين في الوقت ذاته إلى أنه لا مؤشرات تُنذر بالإقدام على خطوة كهذه، لكن في الوقت ذاته انتشار هذه الأنباء تشير إلى أن وجود تطورات في المحادثات السورية-التركية، حيث لفت في هذا الصدد الخبير في الشأن التركي غسان يوسف في حديث لـ “أثر” إلى أن هذه المحادثات يبدو أنها فعلاً وصلت إلى مرحلة متقدمة، لافتاً إلى أنه بالرغم من نفي “الائتلاف” لكن لا يمكن أن نستبعد هذه الخطوة تماماً، قائلاً: “لاحظنا في الفترة الأخيرة بأن مسؤولين في المعارضة السورية ومتحدثين باسمها بدؤوا مؤخراً بتوجيه انتقادات لتركيا، وخصوصاً من يقيمون خارج تركيا، وسمعنا أصواتاً من باريس وجنيف وبرلين”.

نفي خبر إغلاق مكاتب “الائتلاف” في أنقرة، جرى خلاله الاستناد إلى الاجتماع الذي عُقد مؤخراً بين وزير الخارجية التركي مولود جاويش أوغلو وكل من رئيس الائتلاف سالم المسلط ورئيس “الحكومة المؤقتة” التابعة له عبد الرحمن مصطفى، ورئيس “هيئة التفاوض” التابعة له كذلك بدر جاموس، حيث قال جاويش أوغلو بعد هذا الاجتماع عبر “تويتر”: “نحن نقدر وندعم الإضافة التي حققتها المعارضة (السورية طبعاً) للحل السياسي ضمن إطار قرار مجلس الأمن رقم 2254″، في إشارة واضحة إلى أن تركيا لا تنوي خلال هذه المرحلة التخلي عن المعارضة، إلا أن التحليلات تشير في الوقت ذاته إلى أن أنقرة قد تعمل على إنشاء كيان معارض آخر بديل عن “الائتلاف” حيث قال يوسف في هذا الصدد: “قد يكون هناك أشخاص آخرون ربما تعتمد عليهم أنقرة في إجراء الحوار في حال أردنا الوصول إلى حل سياسي”.

الاحتمال الذي يقضي بالاستعاضة عن “الائتلاف” بكيان معارض جديد، سيناريو سبق أن طُرح في آذار الفائت عندما أغلقت الداخلية التركية إحدى مكاتب “الائتلاف” دون أي توضيح رسمي تركي لأسباب الإغلاق، حيث نقلت حينها قناة “العربية” عن مصادر تركية تأكيدها على أن أحد أهداف إغلاق هذا المكتب هو وجود “شخصيات سورية معارضة تحاول تأسيس كيان آخر سيقوده رئيس الوزراء السوري الأسبق رياض حجاب، وسيكون منافساً للائتلاف الذي ينوي أعضاء فيه الانتساب للتكتل الجديد”، لافتة إلى وجود أهداف تتعلق بالانتخابات الرئاسية والبرلمانية في حزيران 2023، إضافة إلى رغبة أنقرة بتخفيض الميزانية المالية المخصصة لـ “الائتلاف”، وفقاً لما نقلته “العربية”، وبدورها نقلت حينها صحيفة “المدن” اللبنانبة عن مصادر أن “الائتلاف” وافق على إغلاق المكتب التابع للأمانة العامة والذي افتتح عام 2016 ليكون مقراً للجنة السورية-التركية المشتركة، مشيرة إلى أن إغلاق المقر جاء استجابة لطلب من وزارة الداخلية التركية، وذلك لإنهاء عمل اللجنة المشتركة، حيث كانت المهمة الأساسية لهذا المقر تتمثل في تنسيق شؤون اللاجئين السوريين على الأراضي التركية.

يبدو أنه ثمّة تطورات خلقت أرضية لانتشار مثل هذه الأنباء بغضّ النظر عن مدى صحتها، ويبدو أن هذه التطورات كانت نتيجة للاحتياجات التركية خلال المرحلة الحالية التي تحضر فيها الحكومة التركية لانتخابات رئاسية فاصلة، وأبرز هذه التطورات كانت التبدلات التي طرأت على السياسة التركية الخارجية وأزمة اقتصادية خانقة تعيشها أنقرة، وغيرها من التطورات التي أجبرت تركيا على اتخاذ بعض الخطوات وتقديم تنازلات معينة، وفي هذا الصدد يشير يوسف في حديثه لـ “أثر”: “اليوم مطلوب إغلاق مكاتب حماس في تركيا لإرضاء إسرائيل ولعودة العلاقات الإسرائيلية-التركية، أيضاً لاحظنا كيف أعاد أردوغان علاقاته مع السعودية والإمارات، ولذلك اليوم نحن لا نستبعد أن يطلب من الائتلاف السوري المعارض إغلاق المكاتب ومن ثم الخروج من تركيا”.

زهراء سرحان 

اقرأ أيضاً