عندما تسربت تفاصيل الاتفاق الصيني-الإيراني في الصيف الماضي، كان العنوان الرئيسي في صحيفة “جيروزاليم بوست” العبرية: “الصفقة المقترحة بين الصين وإيران أخبار سيئة لإسرائيل”، اليوم بعد توقيع الاتفاق ظهر ما هو أسوء من ذلك.
الأهم من مضمون الاتفاق في هذه المرحلة هو الرسالة التي تم إرسالها في توقيت التوقيع، وهي أن بكين وطهران تتجاهلان الولايات المتحدة.
كانت الصين في السابق أكثر تردداً في علاقاتها مع إيران في ظل الحساسيات الأمريكية، لكن الأحداث الأخيرة دفعت بكين إلى إلقاء الحذر في مهب الريح، بعد أن فرضت الولايات المتحدة عقوبات على شخصيات صينية مؤخراً.
وتعتبر “إسرائيل” جزءاً صغيراً جداً من منافسة الولايات المتحدة والصين، حيث اتجه التنين الصيني إلى إيران بعد أن أدرك أنه مثلما يمكن للولايات المتحدة استخدام تايوان للضغط على الصين، يمكن للصين استخدام “إسرائيل” للضغط على الولايات المتحدة.
لقد رأينا بالفعل أن إدارة ترامب ضغطت على “إسرائيل” لتبتعد بنفسها عن الصين، وعلى الرغم من أن إدارة بايدن لم تطلب الأمر ذاته (أو ربما تنتظر أن تكون هناك حكومة غير انتقالية في تل أبيب) ولكن إذا كان عليها أن تفعل ذلك، فستختار “إسرائيل” الولايات المتحدة على الصين بدون أدنى شك، ومن هنا كانت خطة الصينيين بالتقرب من إيران.