أثر برس

الاجتماع الثلاثي في دمشق.. دلالات سياسية ورسائل عسكرية

by Athr Press R

خاص || أثر برس

“تحالف عسكري ثلاثي ضد التواجد الأمريكي في سورية”، على الرغم مما تتضمنه هذه العبارة من دلالات لكن هذا ما حمله الاجتماع العسكري السوري – الإيراني – العراقي في دمشق يوم أمس من رسائل.

الاجتماع الثّلاثي الذي انعقد في دمشق وحضره العماد علي عبد الله أيوب وزير الدفاع السوري، والفريق أول عثمان الغانمي رئيس هيئة أركان الجيش العراقي، ونظيره الإيراني اللواء محمد باقري، خرج بالعديد من التصريحات التي تحمل الكثير من الرسائل التي من شأنها تغيير صورة المسار السياسي والتحالفات في سورية سواءً من قبل القوى المتحالفة مع الدولة السورية أو تلك المعارضة لها، إلّا أن أبرز ما جاء في تلك التصريحات هو ما ورد على لسان وزير الدفاع السوري العماد أيوب الذي قال فيه “الورقة الوحيدة المتبقية في أيدي الأمريكيين وحلفائهم هي “قسد” وسيتم التعامل معها بالأسلوبين المعتمدين من الدولة السورية.. المصالحات الوطنية أو تحرير الأراضي التي يسيطرون عليها بالقوة”.

تصريح العماد أيوب لم يأت كتصريح عسكري وحسب، وإنما توازى مع جولات ميدانية للواء باقري، ما يشير إلى أن الأمور تسير بشكل جدي ناهيك عن تصريحات الفريق أول  غانمي والذي قال بأنه خلال الأيام المقبلة سيتم فتح معبر البوكمال بين سورية والعراق.

التحالف الثلاثي في مواجهة السياسة الأمريكية

الولايات المتحدة هي من دفعت الدولة السورية للدخول بتلك الخطوة والتي تتماهى مع المصلحة العراقية والإيرانية كونها ستنتهي بفتح الطرق البرية بين البلدان الثلاثة بشكل كامل، فالولايات المتحدة اعتمدت على سياسة اقتصادية خانقة تجاه سورية بمختلف الجوانب، حيث قامت خلال الأسابيع الأخيرة بعرقلة أي حراك سياسي تجاه دمشق سواءً من قبل دول الخليج العربي أو دول الجوار كالأردن، من شأنه إحياء الاقتصاد السوري المرهق بعد ثمان سنوات من الحرب المتواصلة على سورية والذي انعكس على الواقع المعيشي فيها، وهو ما أكدته يوم أمس الهيئتان التنسيقيتان  السورية والروسية بقولهم إن واشنطن تضغط سياسياً وإعلامياً على كل من يبدي استعداداً للمساعدة في إعادة إعمار سورية، متطرقين إلى ما جرى في مؤتمر بروكسل حيث منعت الولايات المتحدة تقديم مساعدات للدولة السورية بمليارات الدولارات ودعت إلى توجيه بعضها إلى الفصائل المسلحة و”جبهة النصرة” في إدلب.

ومع استمرار الولايات المتحدة بسياستها الخانقة تجاه سورية ومنعها العديد من الدول من تصدير المواد الأساسية إلى سورية، لم يعد أمام الدولة السورية سوى العمل على استعادة منطقة شرق الفرات والتي تعتبر الخزان النفطي والزراعي السوري، ناهيك عن أن فتح المعابر بين سورية والعراق التي تسعى الولايات المتحدة لعكس ذلك سيؤدي بدوره إلى إحياء التبادل الاقتصادي بين البلدين وإيران ويحيي الاقتصاد السوري حتى وإن استمرت الولايات المتحدة بضغوطاتها على البلدان العربية التي تخضع للأجندات الأمريكية بصورة مطلقة.

أين روسيا وتركيا؟

أبرز ما لفت المحللين في قمة يوم أمس، أنها جاءت في ظل غياب روسي كون روسيا غير معنية مباشرةً بملف ربط الدول الثلاث بعضها ببعض، إلّا أن ذلك لا يعني أن روسيا معارضة لأي حراك عسكري يؤثر على التواجد الأمريكي في البلاد الذي تعتبره روسيا أحد أهم أهدافها وإن لم تكن بصلب التخطيط للعملية، إلّا أن الصدمة الأكثر قوة قد تكون أصابت تركيا التي تحشد للقيام بعملية عسكرية في شرق الفرات لوصلها بالمناطق التي احتلتها في عفرين وجرابلس، إذ أنه من الملفت غياب أي تصريح تركي حول القمة العسكرية التي جرت يوم أمس.

وعليه يبدو بأن القرار بإخراج القوات الأمريكية من سورية قد صدر بشكل فعلي، لتبقى أبعاد تلك العملية هي محور النقاش، لكن، هل سينتج عن ذلك مواجهة مباشرة مع الولايات المتحدة الأمريكية خصوصاً وأنها معروفة عالمياً بأنها لا تحبذ المواجهة العسكرية في ظل التخبط الحاصل في إدارتها حول بقاء أو انسحاب قواتها من سورية؟

رضا توتنجي

اقرأ أيضاً