أعربت جهات حقوقية عن قلقها من وجود شبهات حول “سرقة أعضاء” الجثث التي يحتجزها الاحتلال الإسرائيلي والتي تصل إلى آلاف الجثث.
ودعا “المرصد الأورومتوسطي لحقوق الإنسان” إلى تشكيل لجنة تحقيق دولية مستقلة للبحث في احتجاز جيش الاحتلال جثث القتلى من مجمع الشفاء الطبي في غزة، والمستشفى الإندونيسي في شمالي القطاع.
ولفت “المرصد الأورومتوسطي” إلى حالات أخرى لاحتجاز جثث من محيط ممر النزوح إلى وسط وجنوبي القطاع الذي خصصه على طريق صلاح الدين الرئيس.
وذكر المرصد أن جيش الاحتلال عمد إلى نبش مقبرة جماعية أُقيمت قبل ما يزيد على عشرة أيام في إحدى ساحات مجمع الشفاء الطبي، واستخراج جثث القتلى منها واحتجازها.
وأشار “المرصد الأورومتوسطي” إلى أنه تم الإفراج عن عشرات الجثث بتسليمها إلى اللجنة الدولية للصليب الأحمر التي تولت بدورها نقلها إلى جنوبي قطاع غزة لإتمام عملية الدفن، لكن جيش الاحتلال احتجز أيضاً جثث عشرات القتلى الآخرين، وفق ما نقلت وكالة “DPA” الألمانية.
ونقل المرصد ملاحظات أدلى بها أطباء في غزة أجروا فحصاً سريعاً لبعض الجثث بعد الإفراج عنها، ولاحظوا سرقة أعضاء مثل قرنية العين وقوقعة الأذن، وأعضاء حيوية أخرى مثل الكبد والكلى والقلب.
وأضاف أطباء يعملون في مستشفيات عدة تابعة لفريق “المرصد الأورومتوسطي”، أن الكشف الظاهري الطبي الشرعي لا يكفي لإثبات أو نفي سرقة الأعضاء، سيما في ظل وجود تداخلات جراحية سابقة لجثث عدة، مشيرين إلى أنه كان من المستحيل إجراء فحص تحليلي دقيق لجثث القتلى التي كانت محتجزة لدى الجيش الإسرائيلي تحت الهجمات الجوية والمدفعية المكثفة، واستمرار تدفق الجرحى، لكنهم رصدوا علامات عدة باحتمال سرقة أعضاء.
“إسرائيل” سرقت أعضاء جثث الفلسطينيين في حروب سابقة:
في نيسان الفائت أصدرت وزارة الإعلام الفلسطينية تقريراً خاصاً في نيسان عنونته بـ”جثامين الشهداء المحتجزة لدى سلطات الاحتلال بين السرقة والاتجار والإخفاء” واستعرضت الوزارة تقارير وتحقيقات صحافية تحدثت عن سرقة الاحتلال الإسرائيلي أعضاء الشهداء الفلسطينيين والمتاجرة بها.
وأشارت إلى كتاب “على جثثهم الميتة” للطبيبة الإسرائيلية والخبيرة في علم الإنسان “مئيرا فايس” الصادر عام 2014، وذكرت فيه أنها في المدة ما بين عامي 1996 و2002 كانت في معهد “أبو كبير للطب الشرعي” في “تل أبيب” لإجراء بحث علمي، وهناك رأت كيف كانت تسرق الأعضاء، سيما من جثامين الفلسطينيين، مضيفة “خلال وجودي في المعهد شاهدت كيف كانوا يأخذون أعضاء من جسد فلسطيني، ولا يأخذون في المقابل من الجنود (…) كانوا يأخذون قرنيات، وجلداً، وصمامات قلبية”.
وفي 18 تشرين الثاني الجاري أفاد المكتب الإعلامي الحكومي في غزة، بأن “إجمالي المفقودين وصل إلى نحو 7 آلاف شخص”، موجودين إما “تحت الأنقاض أو جثامينهم ملقاة في الشوارع والطرق”، موضحاً أن “مصير المفقودين لا يزال مجهولاً، بينهم ما يزيد على 4 آلاف و700 طفل وامرأة”.