خاص || أثر برس تغلق اليوم “مشفى السلام” المدعومة من منظمة تركية تعرف باسم “بهار”، أبوابها أمام المدنيين في مدينة عفرين بعد أن كانت المنظمة قد أبلغت قبل أيام العاملين في المشفى البالغ عددهم 65 شخصاً بإيقاف العمل نتيجة لوقف “الدعم”، المقدم لها، وكان قد تم إيقاف العمل بمستوصف “المحمودية”، والعيادات الثابتة والمتنقلة التابعة له قبل عدة أيام، نتيجة لتوقف الدعم الواصل إليه من المنظمة نفسها.
قرار المنظمة يأتي بعد قرار من وزارة الصحة التركية، يقضي بإغلاق عدد من المشافي في مدينة عفرين، والمناطق التي تحتلها القوات التركية في ريف حلب الشمالي الغربي، بحجة عدم الحصول على التراخيص الصادرة من الحكومة التركية، وبحسب المعلومات التي حصل عليها “أثر برس”، فإن القرار شمل مشافي “قنبر – جيهان – ديرسيم”، لتبقى مشافي “المنار – الحكمة – آفرين ( الشفاء حالياً)”، هي المشافي الوحيدة العاملة في المدينة والمناطق المحتلة تركياً.
في حديث لـ”أثر برس”، يصف أحد الأطباء الذين فقدوا عملهم بسبب قرار حكومة الاحتلال التركي، أن ما يحدث هو عملية تضييق على الكوادر الطبية غير الموالية لحكومة الاحتلال التركي بهدف تهجيرها قسراً إلى مناطق خارج التي تحتلها تركيا في ريف حلب الشمالي الغربي، في حين أن القرار يمثل فرصة للأطباء المنتفعين الذين عمدوا إلى رفع أجور المعاينة للاستفادة من حالة الضغط وكأن العمل في القطاع الطبي تحول إلى سوق للاستثمار واستغلال الفرص وممارسة الاحتكار الطبي.
يؤكد الطبيب الذي فضل عدم الكشف عن هويته لأسباب أمنية، أن الأدوية المتوافرة في الصيدليات العاملة في مدينة عفرين والمناطق التابعة لها، تقسم إلى نوعين، الأول غير موثوق من ناحية تاريخ الصلاحية ومعلب بعبوات تحمل أسماء شركات سورية، والثاني غير موثوق من ناحية مصدرها المجهول لأنه يحمل أسماء شركات تركية، وفي كلا الحالتين يغامر السكان المحليين بتعاطي هذه الأدوية لكونها الخيار الوحيد أمامهم في ظل الممارسات التعسفية من قبل حكومة الاحتلال التركي.
زيادة عدد العاطلين عن العمل في القطاع الصحي، من شأنها أن تخلق فرصة من قبل أصحاب الأموال من قادة المجموعات المسلحة أو الموالين لها، وبالاستفادة من قربهم من مخابرات الاحتلال التركي وقواته، للاستثمار في هذا القطاع دون ضوابط قانونية أو صحية الأمر الذي سينعكس على حياة السكان بشكل مباشر.
يشار إلى أن عدداً كبيراً من الكوادر الطبية قد غادرت مدينة عفرين، والمناطق التابعة لها في ريف حلب الشمالي الغربي منذ دخول قوات الاحتلال التركي إليها في 18 آذار من العام 2018، كما أن زيادة أعداد عوائل المجموعات المسلحة الموالية لتركيا في المنطقة، زاد من الضغط على المراكز الطبية المتبقية قيد العمل في المنطقة.
محمود عبد اللطيف