خاص|| أثر برس لم تتوقف الاشتباكات بين عوائل من عشيرتي “البوفريو” من قبيلة الدليم و “السّياد” من قبيلة المشاهدة، في بلدة الجاسمي، بريف دير الزور الشمالي بعد يوم من المواجهات جرت قبل يومين مُخلفةً 4 جرحى وأضرار بالممتلكات، حتى اندلعت اشتباكات عنيفة بين عوائل من فخذين في عشيرة “البو عز الدين” من قبيلة العكيدات في بلدة ذيبان، نجم عنها مقتل شخص ووقوع جرحى من الطرفين يوم الخميس 6 نيسان الجاري.
أشار رئيس مركز المصالحة الشيخ “عبدالله الشلاش” في حديث لـ”أثر” إلى أن “هذه الحوادث ليست جديدة، وتكاد تكون يومياً وسط واقع من الفوضى وانعدام الأمن، نتيجة لغياب سلطة ردع قانونية، والتي تكون قادرة على ضبط هذا الانفلات، الذي لم تعشه تلك المناطق حتى حقبة سيطرة الفصائل المسلحة المتعاقبة بدءاً بالجيش الحر، مروراً هيئة تحرير الشام، وصولاً لسنوات سيطرة تنظيم داعش”.
وفي هذا السياق أكد أحد وجوه قبيلة البكارة خلف الرمضان، في حديث لـ”أثر” أن “قسد” لديها القدرة على وقف ولجم أحداث كهذه، علماً أن هذه الأحداث تحصل أحياناً بوجود “قوات الأمن الداخلي لقسد- الأسايش”والقوات الخاصة، والمجلس العسكري، لافتاً إلى أنه لا قرار لدى قيادات “قسد” بوقف أي اقتتال، أو التدخل لحله.
وأضاف الرمضان، أن “قسد” تعمل بحسابات في وسائل التواصل الاجتماعي، ممولة منها على تحويل أي حالة ثأر أو قتل فردي إلى توصيفها بمسمى “الاقتتال العشائري”، وهذا الأمر جهدت عليه جهداً مُكثفاً حين يصل الأمر لكبرى القبائل وهما “العكيدات والبكارة” إذ لمسنا هذا التوجه الذي أعقب حالة الاحتقان الكبير بين القبيلتين العام الفائت بعد مقتل شاب من “البكارة” في بلدة “الجنينة” بريف دير الزور الشمالي الغربي على يد عنصر فيها من قبيلة “العكيدات”، إذ بقي الضخ على الحادثة لأيام لولا تدخل شيوخ القبيلتين لحل القضية وإعطائها توصيف المسؤولية الفردية.
ولفت رئيس جمعية تنظيم الأسرة والمختص بعلم الاجتماع التربوي إياد شهاب، في حديث لـ”أثر” إلى أنه لا إحصاء رسمي لضحايا هذه الاشتباكات التي تحصل منذ سنوات في مناطق سيطرة “قسد”.
وفيما يتعلق بأسباب هذه الاشتباكات، أكد شهاب أن الثأر ليس المحرك الأساسي لهذه الظاهرة، مشيراً إلى أن الثأر عادة قديمة لمجتمع ذي طبيعة قبليّة، غير أن وجود سلطة وأدوات قانونيّة كانت تحد منها، ولم تكن تُذكر بهذه الحدّة والاستمرارية كما هي الآن.
ويربط شهاب الأمر الآن بفوضى السلاح وانتشار تعاطي وترويج المخدرات، ومن أصناف المخدرات المنتشرة حسب مصادر محليّة “الكبتاغون والترامادول والهيكزول والبالتان والكوكايين وأوراق القنب والماريجاوانا”، إذ إنها تُشكل مصدراً يُدر أرباحاً كبيرة، وتستقطب شباباً سواء للترويج أم للتعاطي، وبالتالي تكوين مشاريع ضحايا منهم حال فقدانها، أو نتيجة التنافس بين تلك الشبكات على أسواقها، مع الإشارة إلى وجود السلاح كون أغلب هؤلاء منخرطون في صفوف “قسد”.
وسبق أن أفادت مصادر “أثر” بأنه خلال عام 2022 تم تسجيل 56 مشاجرة جماعية في مناطق متفرقة من المحافظات الشرقية، أودت بحياة 33 شخصاً بينهم 5 نساء، بينما أُصيب 60 شخصاً في المشاجرات المسلجّة.
عثمان الخلف- دير الزور